أشادت المستشارة الرئيسية حول الهجرة بمجلس أوروبا، ليليا غريتارسدوتير، أمس الخميس بالرباط، بسياسة الهجرة الجديدة التي اعتمدها المغرب، والتي "تجسد التزامه الراسخ حيال الهجرة"، معتبرة أن "أوروبا يمكنها أن تستفيد من تجربة المملكة في هذا المجال". وأضافت غريتارسدوتير في كلمة ألقتها خلال ندوة نظمت أمس حول "سياسة الهجرة الجديدة للمغرب والتجربة الأوروبية .. تحديات جديدة من أجل سياسات وممارسات للإدماج"، أن "سياسة المغرب الجديدة في مجال الهجرة تدل على التزام المملكة الراسخ حيال الهجرة، وأن أوربا يمكنها بكل تأكيد أن تستفيد من التجربة المغربية في هذا المجال".
وأشارت المستشارة الأوربية إلى أن الاندماج الناجح للمهاجرين يمر من خلال ضمان الولوج للعمل والتعليم والسكن، مشددة على ضرورة رفع التحديات التي تواجه التكامل الثقافي والمدني.
وقالت بهذا الخصوص إن "الهجرة تعد مصدر قوة وتتيح إمكانات كبيرة للعديد من بلدان الاستقبال"، مشيرة إلى أن المغرب يعد مثالا نموذجيا في ما يتعلق بمشاركة المهاجرين في دورة الحياة المحلية.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي، أنه ينبغي حقا الاعتراف بالمهاجرين على أنهم "فاعلون مركزيون وشركاء أساسيون في الحياة السياسية المحلية لكل بلد".
في سياق ذلك، أعرب اليزمي عن قناعته بأن مسألة إدماج المهاجرين عملية معقدة تقوم على مبدأ عدم التمييز والمساواة في الحقوق، داعيا إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود في ما يخص تكوين وتشغيل وإيواء وتعليم المهاجرين.
كما حث اليزمي على إقامة توازن فعال ما بين متطلبات السياسة الخاصة والحق العام في إطار سياسة الهجرة لكل بلد.
والجدير بالذكر أن هذا اللقاء، المنظم على مدى يومين من قبل البرلمان بتعاون مع قسم دعم المشاريع البرلمانية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، يهدف إلى التبادل حول مختلف القضايا التي تثيرها الهجرة والحلول الملائمة، مع التطرق إلى تجارب مختلف البلدان.
ويندرج المؤتمر أيضا في إطار برنامج "تعزيز الإصلاح الديمقراطي في بلدان الجوار المتوسطي" الذي يموله الاتحاد الأوروبي وينفذه مجلس أوروبا.