من المفارقات العجيبة أن يكون حفيد رائد التنوير العربي رفاعة رافع الطهطاوي، رائد التنوير العربي، إخوانيا متزمتا، وأن يدافع عن نقيض القيم التي دافع عنها جده. هذا ما كشف عنه الكاتب الصحفي عاطف بشاي، إذ يتعلق الأمر برئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق السفير محمد رفاعة الطهطاوي، الذى بارك وأيد ودافع بحرارة وحماس منقطع النظير عن الدستور الجديد، وصرح وقتها أن "أغلبية الشارع المصري تؤيد هذا الدستور وقد اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن من يمكن وصفهم بالأقلية في (مصر) يسعون إلى عرقلة وإفشال رغبة الأغلبية التي تتمثل في المواطنين الفقراء الذين يؤيدون الرئيس والدستور، ولا يمكن السماح لأقلية صارخة مهما كان قدر الغضب لديها بإعاقة مسيرة الديمقراطية". ثم تأتى ثورة (30 يونيو) فيوضع حفيد رائد التنوير في العصر الحديث رفاعة الطهطاوي فى قفص الاتهام، وذلك بعد أن أرتضى لنفسه أن يصبح أداة في يد جماعة الإخوان المسلمين رافعاً رايات ردة حضارية مقيتة من تخلف وجهل وظلام تكفيري واحتقار للمرأة، آل على نفسه جده العظيم أن يسعى بفكره المستنير أن يقاومه وان يزيحه، حيث أمرت نيابة "مصر الجديدة" بحبسه على ذمة التحقيقات في أحداث العنف التي اندلعت بمحيط قصر الاتحادية يوم 5 دجنبر الماضي، تلك الأحداث التي شهدت اعتداء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على المتظاهرين السلميين المنددين بالإعلان الدستوري الذى أصدره المعزول "مرسي" والذى تضمن عدواناً على القضاء وعزل النائب العام من منصبه، وتكريس القهر على المرأة والإجهاز على حقوقها.
المفاجآت التي حصلت عليها الصحف، بخصوص تفاصيل تقرير الأمن القومي في قضية التخابر، تبرز تهريب وثائق أمن قومي إلى قطر من بينها كشف أوراق بعنوان "جهاد الأخوات المسلمات" الذى اشتمل على تعريف الجهاز باختصاصاته بتنفيذ التوجهات العالمية للجماعة فيما يخص المرأة ودعم اتخاذ القرار في مكتب الإرشاد العالمي ومسئوليات الجهاز بالعمل على وضع خطة لعمل الأخوات على مستوى التنظيم العالمي ومتابعة تنفيذها والتأكد من تحولها إلى إجراءات تحقق أهداف الجماعة.