تم، اليوم الأربعاء بالرباط، إطلاق برنامج الشراكة المغربية-الألمانية في مجال السلامة الصحية والبيولوجية، وذلك بالتوقيع على إعلان اتفاق مغربي-ألماني في مجال دعم القدرات الوطنية للوقاية والمراقبة الوبائية والكشف عن المخاطر الصحية ذات المصدر البيولوجي. ويروم هذا البرنامج، الذي ترأس حفل إطلاقه، كل من وزير الصحة الحسين الوردي، والسفير المنتدب لدى الحكومة الفدرالية كريستوف إيشهورن، وسفير ألمانيا بالرباط ميكائيل وريتر، بحضور الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيدة امبركة بوعيدة، تعزيز المراقبة الوبائية والكشف المبكر عن الأمراض المعدية وتطويق المخاطر البيولوجية التي تهدد الصحة العمومية.
وبهذه المناسبة، جرى التوقيع على إعلان اتفاق مغربي-ألماني بين وزارة الصحة من جهة ومعهد روبيرت كوك الألماني، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، من جهة أخرى، يهدف بالأساس إلى دعم القدرات الوطنية للوقاية والمراقبة الوبائية والكشف عن المخاطر الصحية ذات المصدر البيولوجي.
في سياق ذلك، قال الوردي إن المخاطر الصحية المرتبطة، ذات الأصل البيولوجي، من قبيل الفيروسات والبكتيريا والطفيليات والفطريات والمواد السامة، تشكل خطرا حقيقيا على السلامة الصحية والصحة العمومية، وذلك بالنظر لطبيعتها الخبيثة والشديدة العدوى.
وعليه، يضيف الوزير، فإن هذه المخاطر، سواء كان مصدرها طبيعيا أو عرضيا أو مدبرا، تحتم على السلطات الصحية والقطاعات ذات الصلة تقوية قدراتها في مجال المراقبة والرصد والمواجهة، مشيرا إلى أن وزارة الصحة اتخذت في هذا الصدد عدة تدابير لتعزيز قدراتها الوطنية والتقليص من هذه المخاطر.
وأضاف الوردي أن برنامج الشراكة المغربية-الألمانية في مجال السلامة البيولوجية، يندرج في سياق تقليص المخاطر الصحية وتقوية النظم الصحية الوطنية وتعزيز التبادل العلمي على المستوى الدولي والنهوض بمهنيي القطاع الصحي ومكافحة الأوبئة والأمراض المعدية.
وأشار إلى أن مجالات التدخل المتضمنة في إطار هذه الشراكة تستجيب للحاجيات التي عبر عنها المغرب، لاسيما في مجال السلامة الغذائية والمراقبة والكشف عن الأوبئة والأمراض المعدية، معتبرا أن هذه المجالات تنسجم مع توصيات المنظمة العالمية للصحة.
والجدير بالذكر، أنه، بموجب هذا البرنامج، سيستفيد باحثون مغاربة في المجال الطبي من دورات تكوينية حول المراقبة الوبائية، فضلا عن تنظيم ورشات عمل تجمع بين مختلف المتدخلين في القطاع الصحي بالمغرب.
من جانبها، أبرزت امبركة بوعيدة أن إطلاق برنامج الشراكة المغربية-الألمانية في مجال السلامة الصحة والبيولوجية، يدشن لمرحلة جديدة في تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في شقه الاقتصادي والتقني، مضيفة أنه تم إرساء هذه الشراكة وفق نهج تشاركي يستجب لتطلعات الخبراء والمتخصصين المهتمين بالقضايا المتعلقة بالحد من المخاطر الصحية والبيولوجية.
وقالت بوعيدة "إننا نواجه تحديات تستوجب معالجتها مقاربة تضامنية ومشتركة"، موضحة أن السلامة الصحية والبيولوجية، موضوع هذا البرنامج، تأتي على رأس هذه التحديات.
بدوره، أكد كريستوف إيشهورن، السفير المنتدب لدى الحكومة الفدرالية، على ضرورة تعزيز التعاون لمواجهة خطر انتشار الأوبئة، مسجلا أن ألمانيا تعتبر المغرب "شريكا هاما يحظى بثقتها"، وأن هناك تشاورا مكثفا بين البلدين يشمل عددا من الميادين، بما فيها الصحية.
وأضاف أن الوضع في غرب إفريقيا، حيث ينتشر وباء "إيبولا"، وكذا في بعض بلدان الشرق الأوسط، التي تعيش على وقع أزمات صحية وإنسانية وسياسية، يزيد من راهنية ونجاعة تعزيز التعاون مع المملكة، معتبرا، في نفس السياق، أن هذا الوضع ينطوي على تحديات ومخاطر يصعب التكهن بمداها.
من جانبه، أعرب مدير معهد روبيرت كوك، رينهارد بورغر، في كلمة بالمناسبة، عن إشادته بانخراط هذه المؤسسة الألمانية في برنامج الشراكة المغربية-الألمانية في مجال السلامة الصحية والبيولوجية، مبرزا أن المغرب يضطلع بدور هام في مجال مواجهة التحديات المرتبطة بالبرامج الصحية ومكافحة الأوبئة، وأنه يحظى، نتيجة ذلك، بسمعة طيبة لدى المجتمع الدولي.
وأشار الخبير الألماني إلى أن مكافحة الأوبئة الفيروسية تستوجب عملا متواصلا، وذلك بالنظر للطبيعة المباغتة لظهورها، داعيا في هذا الصدد إلى تكثيف جهود الكشف المبكر وتطوير البحث المختبري لتطويقها قبل أن تأخذ أبعادا وبائية، كما هو الشأن بالنسبة لفيروس "إيبولا" الذي يستشري في غرب إفريقيا.
يشار إلى أن معهد روبيرت كوك الألماني، المكلف بمراقبة ومكافحة الأوبئة، يعد مؤسسة فيدرالية مرموقة خاصة في مجال البحث التطبيقي والصحة العمومية وتقديم الخبرات والاستشارات والأبحاث الميدانية حول الأوبئة والأمراض المعدية.