أطلقت منظمة العفو الدولية عريضة موجهة لوزير العدل والحريات مصطفى الرميد وثانية موجهة لوزير الشؤون الخارجية البلجيكي، بشأن علي عراس، المغربي الذي يحمل الجنسية البلجيكية، وطالبت العريضة بتنفيذ توصيات فريق العمل المنبثق عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المكلف بمحاربة التعذيب، والقاضية بإطلاق سراح علي عراس فورا، وفتح تحقيق فوري في حق الأشخاص الذين مارسوا ضده التعذيب. كما هاجمت المنظمة المذكورة وزير الخارجية البلجيكي بحكم أن علي عراس يحمل الجنسية البلجيكية، وقالت إن الدولة البلجيكية رفضت منح عراس الدعم القنصلي، كما طالبته بممارسة الضغط على الحكومة المغربية حتى تقوم هذه الأخيرة بفتح تحقيق حول شكايات التعذيب التي تعرض لها علي عراس.
عمليا توصيات فريق العمل المذكور ليست أحكاما تنفذ فورا، ولكنها مجرد توصيات مبنية على جلسة استماع للشاكي، وفي محضر الاستماع يمكن لعلي عراس أن يقول ما شاء، وبناء على هذه الشكاية يتم رفع هذه التوصية، وبالتالي فهي غير ملزمة، لكون الفريق ليس محكمة.
ومن ناحية أخرى فإن الاستنجاد بالخارجية البلجيكية هو مجرد ضرب في طبل مثقوب، لأن الدعم القنصلي والدبلوماسي لا يتم بناؤه على أساس كلام بدون حجج، ولكن له قواعد وأسس على ضوئها يتم منحه لأي شخص، لكن من غير المنطقي منح الدعم القنصلي لشخص متورط في الإرهاب بشهادة ثلاث دول، هي إسبانيا والمغرب وبلجيكا.
فعلي عراس متهم بالإرهاب، بل يعتبر إرهابيا بدرجة تاجر سلاح، والحكم صدر بعد تأكيدات عديدة ومن جهات مختلفة ومتعددة، وبالتالي فإن الدفاع عنه مجرد تطبيع "خاوي" مع الإرهاب والإرهابيين، الذين تحولوا مثل الجربة التي تهدد العالم.
فعريضة التضامن مع الإرهابي علي عراس محاولة للضغط على المغرب، الذي دخل أخيرا في حرب كبيرة على التنظيمات الإرهابية وخصوصا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، حيث تم تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التابعة لهذا التنظيم الإرهابي.
ولا يمكن تخويف المغرب بالنداءات الموجهة للخارج لأن له قوانينه التي بواسطتها يحكم على الإرهابيين، وللمواطنين حاملي الجنسيات الأجنبية الحق في قضاء الثلث المتبقي من العقوبة في بلدانهم وحينها تعتبر تلك البلدان حرة في التعامل معهم، أما المغرب فقد حسم أمره حيث لا تسامح مع الإرهابيين ولا يؤمن بما يسمى التوبة والمراجعات، التي هي فقط دليل على فشل المشروع الإرهابي، لكن لو نجح الإرهابيون فلن نسمع توبة، ولهذا لا ينبغي أن نسمع عن التسامح والمسامحة.