توج الكولومبي خاميس رودريغيز اداءه الرائع في مونديال البرازيل 2014 الذي اختتم في 13 الشهر الحالي, بافضل طريقة من خلال نيله جائزة افضل هدف في نهائيات النسخة العشرين من العرس الكروي العالمي. وجاء هدف رودريغيز في مباراة كولومبيا ضد الاوروغواي في الدور الثاني (2-صفر) وقد افتتح فيه التسجيل بطريقة رائعة عندما استلم الكرة على مشارف المنطقة وظهره للمرمى, فقام بسيطرة موجهة واطلقها بيسراه اصطدمت بالعارضة وسقطت خلف الخط ممهدا الطريق امام فريقه لبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخه. وحسم رودريغيز النتيجة تماما في مصلحة فريقه بتسجيله الهدف الثاني بعد لعبة مشتركة رائعة.
ونال الهدف الرائع الذي سجله صانع العاب موناكو الفرنسي حتى اشعار اخر في ظل الاخبار التي تتحدث عن اقتراب انتقاله الى ريال مدريد الاسباني, على اكثر من اربعة ملايين صوت في الاستفتاء الذي اجراه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على موقعه, وقد تفوق الكولومبي على هدف الهولندي روبن فان بيرسي بكرة رأسية رائعة ضد اسبانيا (5-1) في الدور الاول.
واستحق رودريغيز ان يتوج في هذا المونديال الذي دمغ فيه بصمته الكروية واحرز خلاله لقب الهداف ايضا بعد ان وجد طريقه الى الشباك في 6 مناسبات, ما جعله محط اهتمام الاندية الكبرى وعلى رأسها ريال مدريد الذي يبدو في طريقه لكي يأتي به الى "سانتياغو برنابيو".
كان رودريغير دون شك المفاجأة السارة في نهائيات النسخة العشرين التي دخل اليها وهو مغمور بعض الشيء نظرا الى مغامرته الاوروبية التي قادته اولا الى بورتو البرتغالي ثم الى موناكو الذي كان صاعدا للتو من الدرجة الثانية, لكنه ترك البرازيل وهو نجم عالمي من الطراز الرفيع جدا.
فرض رودريغيز, ابن الثالثة والعشرين, نفسه نجم البطولة بامتياز رغم وجود لاعبين من طراز الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار, وذلك بعدما قاد كولومبيا لبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها قبل ان ينتهي مشوارها على يد البرازيل المضيفة بالخسارة امامها 1-2.
وابى صانع العاب موناكو ان يودع مونديال البرازيل دون ان يترك بصمته في مباراته الاخيرة له في بلاد السامبا, اذ سجل هدفه السادس في مباراته الخامسة في النسخة العشرين, ليصبح بالتالي اول لاعب يصل الى الشباك في المباريات الخمس الاولى منذ ان حقق البرازيلي ريفالدو ذلك عام 2002.
وكان رودريغيز اول لاعب يشارك للمرة الاولى في نهائيات كأس العالم ويسجل اربعة اهداف في اربع مباريات منذ ان حقق الايطالي كريستيان فييري اربعة اهداف في باكورة مشاركاته في مونديال 1998.
"نشعر بالحزن لاننا اردنا الذهاب ابعد من ذلك في كأس العالم", هذا ما قاله رودريغيز الذي بكى طويلا بعد نهاية اللقاء الاخير لبلاده في النهائيات ودفع بلاعبي البرازيل دافيد لويز ودانيال الفيش الى التوجه نحوه من اجل مواساته اعترافا منهما بالنكهة المميزة التي اعطاها لمونديال بلادهما.
ومن المؤكد ان رودريغيز انسى الشعب الكولومبي لاعبين مثل كارلوس فالديراما, فاوستينو اسبريا, رينيه هيغويتا او فريدي رينكون, ومن المتوقع ان يرتقي الى مستوى نجوم العيار الثقيل في المستقبل القريب كونه يتمتع بكل هذه الموهبة والنضوج الكروي وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره وسيكون من الصعب على موناكو الاحتفاظ بخدماته وقد بدأ الحديث عن ان فريق الامارة توصل فعلا الى اتفاق مع ريال مدريد, بطل دوري ابطال اوروبا, حول شروط انتقال النجم الكولومبي.
وأشارت التقارير الى أن الناديين وافقا على مبلغ يقارب 80 مليون يورو في مقابل إتمام صفقة الانتقال, في حين وافق اللاعب على توقيع عقد لستة أعوام مع النادي الملكي في مقابل سبعة ملايين يورو عن كل موسم.
وأثار رودريغيز موجة تساؤلات لدى هبوطه في مدريد مساء الأحد في رحلته الجوية من كولومبيا الى فرنسا, لكنه لم يغادر المطار في العاصمة الإسبانية.
وسيبقى هداف مونديال البرازيل في موناكو في انتظار الإعلان رسميا عن اتمام صفقة انتقاله إلى النادي الإسباني العريق.