قررت اسر ضحايا انهيار عمارات حي بوركون، مقاضاة المدعو الشيخ النهاري الذي اتهم ابنائها بالكفر وسخر منهم عبر ضحكاته التهكمية، لا لشيء حسب الفقيه العلامة، سوى انهم لم يستيقظوا تلك الليلة-الفاجعة لأداء صلاة الفجر وإلا لما كانوا في عداد الموتى.. غريب امر مفتي آخر زمان وفقيه "قلة الشغل" المدعو عبد الله نهاري، الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة تمر إلا وأفتى فيها وأعطى فيها راية الذي يعتقد في قرارة نفسه ان "الْبَاطِلُ لا يَأْتِيهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ"..
آخر شطحات الشيخ وهذيانه كان شريط فيديو على حسابه في اليوتوب، حيث تفضل فيه فضيلته بشرح اسباب سقوط ضحايا انهيار ثلاث عمارات في حي بوركون في الدارالبيضاء..
فضيلة الشيخ النهاري (الاجدر ان يقال عنه الليلي)، نفذ إلى الموضوع من باب غزة، كما يفعل المتاجرون بالقضية الفلسطينية، وبعد ان مدّنا جازاه الله بمعلومة قيمة تفيد ان اعلى كثافة سكانية في العالم توجد في قطاع غزة، وان اسرائيل استغلت تواجد البنايات الشاهقة والمكتظة بالسكان هناك لتتعمد قصف غزة وقتل اكبر عدد ممكن من اهلها، عرج الشيخ الجهبذ على فاجعة حي بوركون بالدارالبيضاء ليقول لنا ان العمارات هناك سقطت بدون قصف اسرائيلي، وان ضحاياها إنما سقطوا لأنهم لم يستيقظوا في الساعة الثانية فجرا لقيام الصلاة..
ويضيف النهاري(الليلي) قائلا ان من خرج على الساعة الثانية صباحا في تلك الليلة (أي ليلة الجمعة) للصلاة في المسجد نجّاه الله من الموت، واورد مثالا على ذلك من خلال "ذلك الشباب المتدين"...الله اكبر..
هذا التفسير السوريالي البغيض لفاجعة بوركون والذي ينبع من فهم متطرف للدين الاسلامي يستوجب فتح تحقيق في الموضوع، لأن فضيلة الشيخ قذف الضحايا وأسرهم بالكفر لانهم لم يذهبوا لصلاة الفجر، عكس اولئك المتدينين الذين فلتوا بجلدهم ونجّاهم الله وكأنه يسرد قصة فرعون او قصة نوح..
بالإضافة إلى الطبيعة الخرافية واللاواقعية لتبريرات النهاري(الليلي) وتفسيراته للواقعة، يكشف خطاب الفقيه مرة اخرى عن مكنون فقه الاسلامويين الذين يفرقون الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه(ويضمهم هم واخوانهم) وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، وضمنه يحشرنا نحن معشر المواطنين الذين لا يجارون فكرهم وممارساتهم...انه خطاب سميز بين الناس بسبب معتقداتهم ولا يقيم وزنا لمفهوم المواطنة ودولة المؤسسات..انه بكل بساطة خطاب "داعشي" يدعو إلى دولة الخلافة على منهاج النبوة والسلف الصالح...