يعد دور نصف نهاية كأس العالم لكرة القدم، المقامة حاليا بالبرازيل 2014 ، بين منتخبي البرازيل مستضيف الدورة والمانيا من جهة والارجنتينوهولندا من جهة اخرى بعروض شيقة وحماسية ترضي عشاق المستديرة في جميع أنحاء المعمور. و تميز الدوران الأول والثاني بتسجيل عدد كبير من الأهداف قبل أن يتقلص في دور ربع النهاية بعد احتدام المنافسة، فبلغ 65 ر2 هدفين في المباراة الوحدة، وستكون النسخة الحالية بحاجة إلى 12 هدفا كي تلتحق بالمعدل المسجل في دورة فرنسا 1998 التي شهدت تسجيل 171 هدفا، بحسب ما ذكرت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية.
المباراة الأولى المقررة اليوم الثلاثاء في بيلو هوريزونتي بين منتخبي البرازيلوالمانيا ستقام تحت "شعار رد الاعتبار" للأمان بعد تعثر "المانشافات" أمام رونالدو ورفاقه 2-0 في نهائي 2002، فنال "الاصفر" لقبه الخامس وفشل مانشافات بمعادلة العملاق البرازيلي.
أما المباراة الثانية يوم غد الاربعاء في ساو باولو، فتعيد إلى الاذهان المواجهة الشهيرة في بوينوس ايرس عام 1978 عندما أحرز منتخب الارجنتين لقبه الأول في تاريخه بفضل ماريو كيمبيس متخطيا منتخب هولندا 3-1 بعد التمديد ، فيأمل المنتخب البرتقالي رد الدين في مباراة حاسمة.
وتضم المنتخبات المتأهلة إلى المربع الذهبي لاعبين ينافسون بشراسة على لقب الهداف، فبعد خروج متصدر الترتيب الكولومبي خاميس رودوريغيز من المنافسة بستة أهداف، يطمح الالماني توماس مولر والارجنتيني ليونيل ميسي (4 أهداف) والهولنديان روبن فان بيرسي واريين روبن (3 اهداف) تخطي لاعب وسط موناكو الشاب، فيما يريد مولر أن يصبح أول لاعب في التاريخ يحرز لقب الهداف مرتين بعد الأولى في 2010.
وانتهت المباريات المقامة ظهرا بالتوقيت البرازيلي وأصبح بمقدور اللاعبين تطبيق الخطط من دون التفكير في حرارة الطقس والشمس الحارقة، لكن مدرب هولندا لويس فان غال قد يفتقد لوقت مستقطع يسمح له بقلب الامور رأسا على عقب على غرار مواجهة منتخب المكسيك في الدور الثاني.
ويجمع دور نصف النهاية منتخبين من كل من اوروبا وامريكا الجنوبية، ففي نسخة 2010 فازت هولندا على الاوروغواي 3-2، فيما شهدت مواجهة اسبانياوالمانيا هدفا يتيما في نصف النهائي الاخر.
يبحث البرازيليون عن مواصلة حلم فك نحس كارثة "ماراكانازو" وبرغم غياب نجميها نيمار لكسر في ظهره وقائد دفاعها ثياغو سيلفا الموقوف، إلا أن لاعبي المدرب لويز فيليبي سكولاري سيقدمون كل ما في وسعهم لإهداء اللقب إلى شعبهم ونيمار صاحب "الحلم المسروق".
صحيح أن منتخب البرازيل يغيب عنه قائده سيلفا، لكن زميله في الدفاع دافيد لويز الذي سجل هدفا رائعا في ربع النهاية أمام منتخب كولومبيا، فيما سجل سيلفا بفخذه في المباراة ذاتها ، سيقوم بالواجب وأكثر .
لم يسبق لمنتخب المانيا أن فاز على الملاعب البرازيلية حيث خسر 3 مرات وتعادل ثلاث مرات، ولا توجد فرصة أفضل من نصف النهائي الرابع له على التوالي، وهو رقم قياسي في النهائيات، لفك هذه العقدة.
ويطمح ميروسلاف كلوزه في إصابة عصفورين بحجر واحد، الأول تحطيم رقم البرازيلي رونالدو ليصبح أفضل هداف في تاريخ المسابقة بعد تسجيل اللاعبين 15 هدفا حتى الان، وتحقيق حلمه أمام البرازيل بالذات موطن رونالدو.
ويبحث منتخب الارجنتين عن تقديم عرض يليق به وبأسماء نجومه، بعد أن فاز بشق الانفس في مبارياته الخمس وذلك لأول مرة في تاريخ مشاركاته.