كتب عمار كمال، في موقع الجرائز. كوم، مقالا حول التصريحات الأخيرة لعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بخصوص العداء الجزائري للمغرب والإمعان في الإبقاء على الحدود بين البلدين مغلقة.. وفي معرض رده استعمل عمار كمال المنطق المقلوب، حيث يعمد البعض إلى إسقاط كل الموبقات الذاتية على الخصم أو العدو، وهذا أسلوب معروف في علم النفس، فمن خلال المقال المذكور "في بلاد أمير المؤمنين"، يمكن أن نقرأ كل الاختلالات التي تعيشها الجزائر، ومنها ما هو واضح وضوح الشمس. حيث يتحدث الكاتب عن أن رئيس الحكومة مجرد خادم لدى الملك في المغرب، وهذا يمكن أن ينطبق عليه المثل المغربي القائل "الشبكة عيرات الغربال وقالت ليه يا ولد واسع العيون"، فالدستور الجديد المصادق عليه في فاتح يوليوز 2011 كان واضحا في تحديد الاختصاصات، التي يتمتع بها رئيس الحكومة، الذي يعمل وفق قواعد دستورية وليس وفق الأوامر أو المؤامرات كما هو حاصل في الجزائر.
فمن العيب على صحفي جزائري أن يقلب الموضوع ويُسقط ما تعاني منه بلاده على المغرب لمجرد الاختلاف حول مواضيع استراتيجية، فكان عليه أن يهتم بوضع بلاده عله يصلح منه، فهل من المنطقي القول إن رئيس الحكومة في المغرب مجرد خادم في حين أن الجزائر عرفت أكبر مسرحية في تاريخ الانتخابات منذ أن عرفتها البشرية كوسيلة لإدارة الاختلافات؟ هل يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه؟
هل يمكن للجزائري أن ينتقد الأنظمة الديمقراطية، مع العلم أن العالم شاهد مسرحية ترشيح رئيس مريض لا يستطيع مخاطبة شعبه ويقوم رجل ثاني بالنيابة عنه في الحملة الانتخابية، وعندما يفوز يوجه خطابا للشعب عبر سكايب، فهل هذه دولة حقيقية أم افتراضية؟
ليس في الجزائر دولة ولكن مجموعة جنرالات تسير المؤسسات في الخفاء. ومن المضحكات أن يقول صاحب المقال إن الجزائريين يعرفون أن الواقع الاجتماعي والمعيشي في المغرب بئيس جدا. مهما كان الوضع في المغرب والأزمة واستفحالها فنحن أحسن حالا من الجزائر بشكل كبير، مع العلم أنه في معايير المقارنة لا يمكن مقارنة بلد بترولي بآخر غير بترولي.
فالجزائر كان ينبغي أن تكون بلدا متقدما علميا واقتصاديا واجتماعيا لكن وللأسف الشديد فإن عائدات النفط والغاز يتم تقسيمها وفق أجزاء، واحد لحسابات الجنرالات وواحد لتمويل البوليساريو وثالث للقيام بالمؤامرة ضد المغرب وما تبقى من فتات فهو للخدمات المنعدمة أساسا.