أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، امس الخميس بموسكو، أن العلاقات بين المغرب وروسيا تميزت على الدوام بطابعها الودي وبروح التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف مزوار، خلال ندوة صحافية مشتركة عقدها مع نظيره الروسي سرغي لافروف، أن هذه العلاقات شهدت خلال الفترة الأخيرة نموا مطردا، إذ أصبح المغرب الشريك التجاري الأول لروسيا على المستويين الإفريقي والعربي، مبرزا أن البلدين تحدوهما الإرادة ذاتها في تطوير التعاون في ما بينهما.
وقال مزوار إنه جاء إلى موسكو حاملا رسالة من جلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تندرج في إطار علاقات الاحترام المتميزة التي تجمع قائدي البلدين، وتؤكد إرادة تطوير العلاقات الثنائية وتعميق وتوسيع الشراكة والتشاور السياسي.
وذكر بأن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعت خلال الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لروسيا الفيدرالية سنة 2002 وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمغرب سنة 2006، تعتبر خارطة طريق للعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين، معربا عن أمله في أن تشهد هذه العلاقات تطورا في المرحلة المقبلة على جميع المستويات، سواء في ما يخص السياحة أو المبادلات التجارية.
وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون إن هناك طموحا للرفع من مستوى العلاقات الاقتصادية وبناء شراكة من "نوع وجيل جديدين" تأخذ بعين الاعتبار طاقات واعدة سواء بالنسبة للمغرب أو روسيا، وذلك في ما يخص الاستثمار المتبادل أو المجالات ذات الطابع الحيوي، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة العمل المشترك في اتجاه دعم المجهود التنموي لإفريقيا والمساهمة في الاستقرار والأمن بالنسبة لهذه المنطقة.
وذكر بأن المغرب يعتبر بوابة لإفريقيا وثاني مستثمر في القارة السمراء، إلى جانب كونه فاعلا أساسيا على مستوى القارة بشكل عام.
وفي ما يخص الملفين السوري والعراقي، اعتبر مزوار أن انتشار الإرهاب في سورية والعراق هو نتيجة للأخطاء التي ارتكبت خلال محاولات حل القضايا السياسية، والتي أدت إلى تحول المنقطة إلى نقطة قابلة للانفجار في أي وقت.
وشدد على أن حل الخلافات عبر الوسائل العسكرية أصبح متجاوزا في الوقت الحالي، وأن محاربة التهديد الإرهابي يتطلب تنسيق جهود المجتمع الدولي، مؤكدا أن روسيا تضطلع بدور هام في هذه المجال.
من جهته، أوضح وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف أن مباحثاته مع مزوار تطرقت إلى قضايا اقتصادية وسياسية، مؤكدا أن المغرب يعد شريكا استراتيجيا لروسيا.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الروسية أن العلاقات الروسية المغربية في مجالات التبادل التجاري ستعرف تحولا نوعيا بفضل الرغبة المشتركة للبلدين في الرقي بالتعاون الثنائي، وسعي الفاعلين الاقتصاديين الى تحقيق هذه الرغبة على أرض الواقع.
وقال لافروف إن اللجنة الروسية المغربية المشتركة ستعقد في الرباط في شتنبر المقبل، مثمنا في هذا الصدد دورها في تطوير العلاقات على جميع المستويات بين البلدين.
من جهة أخرى، أوضح رئيس الدبلوماسية الروسية أن الحوار بين البلدين يتسم بطابع منتظم، مضيفا "نحن مهتمون بمواصلة تنسيق الخطى على الساحة الدولية، نظرا للدور المهم الذي يضطلع به المغرب في حل قضايا إفريقيا والشرق الأوسط".
وقال "لقد حققنا إنجازات ليست بالقليلة في ما يخص تعزيز العلاقات الثنائية، ولدينا خطط أكثر طموحا ونأمل أن نبحثها معا".
وخلص إلى أن روسيا والمغرب تتوافقان حول ضرورة تعزيز الجهود الدولية والتنسيق لمحاربة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.