قال مسؤول إيراني كبير لرويترز، إن إيران تشعر بقلق بالغ بشأن المكاسب التي يحققها "المتشددون" المسلحون السنة في العراق، لدرجة أنها قد تكون على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم. وقال المسؤول لرويترز طالبا عدم نشر اسمه، إن الفكرة مطروحة للنقاش بين زعماء إيران. ولم يكن لدى المسؤول علم حول ما إذا كانت الفكرة طرحت مع أطراف أخرى.
ويقول مسؤولون، إن إيران ستوفد مستشارين وترسل أسلحة لمساعدة حليفها رئيس الوزراء نوري المالكي للتصدي لما تعتبره طهران خطرا كبيرا على استقرار المنطقة. لكن من غير المحتمل أن تدفع الجمهورية الإسلامية بقوات.
يحدث ذلك في الوقت الذي يسيطر فيه ثوار العشائر على مناطق واسعة من العراق، بينها الموصل ثاني أكبر مدن البلاد.
وأوضح في إشارة للأحداث الجارية في العراق، أن "بإمكاننا العمل مع الأمريكيين على إنهاء أنشطة المسلحين في الشرق الأوسط". وأضاف: "نتمتع بنفوذ قوي في العراق وسوريا ودول كثيرة أخرى".
ولأعوام طويلة تشعر إيران بالضيق مما تراه مساعي أمريكية لتهميشها. وتريد طهران الاعتراف بدورها كطرف مهم في أمن المنطقة.
وتحسنت العلاقات بين إيرانوالولاياتالمتحدة بشكل طفيف منذ انتخاب حسن روحاني رئيسا للجمهورية في 2013. ووعد روحاني بالتحاور مع العالم بشكل "بناء".
وفي الوقت الذي تواصل فيه طهرانوواشنطن محادثات لحل الأزمة المستمرة منذ عقد بين إيران والغرب بشأن برنامجها النووي، فإنهما تقران بوجود مخاطر مشتركة بينها تنامي "تيار متشدد" يستلهم "نهج القاعدة" في الشرق الأوسط.
ولم يستبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس، اللجوء لتوجيه ضربات جوية لمساعدة بغداد على التصدي للمتشددين المسلحين، في ما يمكن أن يكون أول تدخل عسكري أمريكي في العراق منذ انتهاء الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة.
وسئلت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي الخميس، عن التصريحات الإيرانية فقالت: "من الواضح أننا شجعناهم في حالات كثيرة على لعب دور بناء. لكنه ليس لدي قراءات أو وجهات نظر من جانبنا لعرضها اليوم".
وبسبب المخاوف من امتداد الحرب في العراق إلى إيران، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، المجتمع الدولي لدعم حكومة المالكي في "حربها ضد الإرهاب"، على حد وصفه.
ونسبت وكالة تسنيم للأنباء إلى البريجادير جنرال محمد حجازي قوله، إن إيران مستعدة لمد العراق "بالمعدات العسكرية والمشاورات". وقال: "لا أعتقد أن نشر جنود إيرانيين سيكون ضروريا". وأضاف: "نحن على أهبة الاستعداد ونتابع التطورات في العراق عن كثب".