أكد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية جون كلوس، على هامش اجتماع مجموعة ال 77 زائد الصين الذي انعقد أمس الجمعة بمقر الأممالمتحدة بنيروبي، أن المغرب يعد نموذجا يحتدى في مجال تحقيق أهداف الألفية للتنمية خاصة تلك المتعلقة بالإسكان. وقال كلوس ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن اختيار الرباط لاحتضان مؤتمر دولي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية في نونبر 2012 ليس وليد الصدفة، بل هو اعتراف دولي بالجهود التي ما فتئ المغرب يبذلها في مجال محاربة السكن غير اللائق وإرساء أسس تنمية مستدامة .
وكان مؤتمر الرباط قد توج بتبني مجلس إدارة برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية لمشروع توصية تقدم به المغرب تحت عنوان "التخلص من مدن الصفيح تحد عالمي" . ويستند مشروع التوصية على إعلان الرباط المعتمد خلال المؤتمر الدولي الذي نظم سنة 2012 حول موضوع " التخلص من مدن الصفيح .. تحد عالمي لسنة 2020 " .
وأضاف كلوس أن الاعتراف الدولي الآخر الذي حظي به المغرب يتمثل في منحه في أكتوبر 2010 جائزة الإسكان ، تنويها بأدائه الجيد وإرادته السياسية تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس .
وقال "إننا في برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية مرتاحون للعمل الذي يقوم به المغرب، الرائد إفريقيا ، لتكريس التنمية البشرية " ، ما يمثل اعترافا بأنشطة المغرب الدؤوبة والإرادية في مجال محاربة السكن غير اللائق .
وقد طور المغرب إستراتيجية جديدة في مجال سياسة المدينة وأكد في مختلف المناسبات استعداده لتعزيز التعاون جنوب جنوب في مجال التنمية الحضرية المستدامة. وترتكز هذه الإستراتيجية على النهوض بالمدن المندمجة والمنتجة والمستدامة من خلال اعتماد سياسة عمومية إرادية ومندمجة ومتعددة الأطراف وتشاركية ? تتوخى أساسا تحسين إطار العيش في المناطق الحضرية الحساسة التي تعرف عجزا في التجهيزات والخدمات الحضرية ، وإعادة إحياء المراكز الحضرية ، وتعزيز دور المدن كأقطاب لخلق الثروات.
وفي إطار النهوض بالمدن المندمجة ، تحسنت وضعية مليون أسرة على مستوى السكن ? وتم استثمار 5ر1 مليار أورو لدعم إنجاز السكن الاجتماعي ، ومليار أورو لمحاربة الهشاشة في الوسط الحضري . وفضلا عن هذه الإنجازات ، اتخذت وزارة السكنى تدابير تمتد على خمس سنوات من أجل العمل على التقليل بنسبة 50 في المائة من العجز في السكن وتكثيف وتنويع العرض في مجال السكنى واستثمار ملياري أورو من أجل القضاء على السكن غير اللائق .
وتم في إطار هذا المجهود الرامي إلى تشجيع المدن المنتجة تطوير 2200 هكتار من الأرضيات الصناعية المندمجة ، واستثمار 12 مليار درهم من أجل خلق 250 ألف منصب شغل بحلول سنة 2015 ، وتطوير مناطق لوجستية مع خلق قيمة مضافة إضافية تتراوح ما بين 3 و 5 نقط من الناتج الداخلي الخام والرفع من الطاقة الاستيعابية السياحية إلى 200 ألف سرير، والعائدات السياحية إلى 14 مليار أورو .
وجدد المغرب التأكيد خلال مختلف دورات برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية استعداده لتعزيز التعاون جنوب- جنوب في مجال سياسة المدينة والتنمية الحضرية المستدامة بهدف رفع التحديات التي تواجها القارة الإفريقية حاليا . كما وضع شبكة وكالاته الحضرية رهن إشارة البلدان الإفريقية للمساهمة في إرساء أسس هذا التعاون التقني.