استعرضت وكالة الأنباء القطرية، مساء أمس في تقرير لها أبرز مضامين الخطاب الذي ألقاه السبت الماضي صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي التونسي بمناسبة زيارة جلالته الرسمية لتونس. فتحت عنوان "الاتحاد المغاربي ودعوات تتجدد بإعادته للحياة"، كتبت وكالة الانباء القطرية في تقريرها أن جلالة الملك محمد السادس "أعاد الحديث مرة أخرى بشأن إحياء الاتحاد المغاربي ككيان اقتصادي وسياسي موحد لا تفصل بين دوله حدود ويتمتع مواطنوه بحرياتò أكبر على امتداد دوله الخمس "ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا". وذكرت الوكالة بأن جلالة الملك أكد في خطابه على أن "تحقيق طموحنا في بناء مغرب كبير قوي وقادر على القيام بالدور المنوط به سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا يجب أن يرتكز على علاقات ثنائية وطيدة بين دوله الخمس من جهة، وعلى مشاريع اندماجية تعزز مكانة ومسار الاتحاد المغربي من جهة أخرى". وكتبت الوكالة أن جلالة الملك أكد أيضا "أن الاتحاد لم يعد أمرا اختياريا أو ترفا سياسيا بل أصبح مطلبا شعبيا ملحا، وحتمية اقليمية استراتيجية"، مبرزة أن جلالته انتقد "التمادي في إغلاق الحدود الذي لا يتماشى مع الميثاق المؤسس للاتحاد، ولا مع منطق التاريخ ومستلزمات الترابط والتكامل الجغرافي، بل إنه يسير ضد مصالح الشعوب المغاربية التي تتطلع الى الوحدة والاندماج". ولاحظت الوكالة في تقريرها أن الدعوات لتفعيل الاتحاد المغاربي "تأتي من جديد وسط ظرف عربي وإقليمي غير مستقر، لم تنج منه دول الاتحاد بشكل مباشر أو غير مباشر، وباتت حدود التماس بين الدول الخمس نقاط التهاب ساخنة بفعل الوضع الامني والسياسي، إما داخل تلك الدول أو في الجوار الافريقي". ويرى المراقبون ، تضيف الوكالة ، أن التغيرات السياسية التي طال جزءا منها دول المغرب العربي خلال عام 2011 وحتى الان، "تدفع باتجاه تحقيق توافق أسرع وأشمل بين دول الاتحاد المغاربي، من أجل تلبية تطلعات شعوبها واللحاق بركب التكتلات الاقتصادية الاقليمية والدولية". وذكرت الوكالة بكون الرئيس التونسي وجلالة الملك محمد السادس أكدا حرصهما على تعزيز وتوطيد البناء المغاربي، وأكدا تمسكهما باتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي. وبحسب الوكالة يجمع المتابعون لمسيرة الاتحاد المغاربي على أن استمرار تأخير تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي" له كلفة باهظة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ذلك أن عدم بروز تكتل مغاربي قوي ومتماسك، يحد من قدرة الدول المغاربية على مواجهة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، كما أن عدم اندماجها، يضعف قدرتها التفاوضية مع بقية التكتلات الأخرى." وأضافت الوكالة أنه بسبب غياب الاندماج الاقتصادي المغاربي "تضيع على دول المنطقة فرص نمو سنوي في حدود 2 بالمئة، إلى جانب بقاء نسبة المبادلات التجارية بين الدول المغاربية ضعيفة حيث لا تتجاوز حاليا 4 بالمئة من مجموع مبادلاتها مع الخارج.