نشرت "شبكة أندلس بريس الإخبارية" مقالا للمعتقل، السلفي الجهادي مصطفى القداوي، بسجن سلا، لتورطه ضمن خلية تجنيد وتهجير مقاتلين إلى شمال مالي قصد الانضمام إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتي تم تفكيكها خلال شهر نونبر 2012. وكانت مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية٬ بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني٬ قد تمكنت من تفكيك خلية تنشط في مجال استقطاب وتجنيد شباب مغاربة متشبعين بفكر "القاعدة" قصد إرسالهم لما يسمى بالجهاد بمنطقة الساحل٬ والمتكونة من عناصر عديدة تنشط بكل من مدن الناظوروالدارالبيضاء وجرسيف والعيون وقلعة السراغنة. و أثبتت التحريات أنه في إطار أنشطتهم المتطرفة٬ تمكن قياديو هذا التنظيم من إرسال أكثر من عشرين متطوعا مغربيا٬ تم تحديد هوياتهم٬ للجهاد بشمال مالي ضمن صفوف كل من "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وحليفه "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"٬ حيث يخضعون لتداريب عسكرية من أجل إشراكهم في عمليات إرهابية بالمنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن بعض عناصر هذه الشبكة كانوا على اتصال بمواطن مالي حل بالمغرب٬ تم إلقاء القبض عليه في إطار هذه القضية. كما كانت هذه الشبكة الإرهابية بصدد الإعداد لإرسال مقاتلين جدد إلى شمال مالي عبر الحدود المغربية الموريتانية بعد أن تمكنت من إرساء علاقات وطيدة مع عناصر متطرفة تنشط جنوب المملكة. وقد تم مؤخرا إلقاء القبض بالتراب الوطني٬ على أحد المتطوعين المنتمين إلى هذا التنظيم الإرهابي وتقديمه إلى العدالة٬ والذي كان قد التحق بشمال مالي٬ حيث أقام مدة من الزمن قبل أن يتم اختياره للعودة إلى المغرب في إطار مهمة تخريبية أوكلت إليه من طرف قياديي "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا". لا يمكن تأطير اعتقال مصطفى القداوي إلا في هذا السياق، لكنه لا يريد أن يستسلم لقدره ويعترف بدنبه، فهو مصر على أشياء أخرى. فمن خلال مقاله يدعي مصطفى القداوي بأنه اختطف من طرف عناصر الاستعلامات حين كان على متن طاكسي بين مدينتي وجدة وبركان، بسبب إقامته في الجزائر، وأخذ إلى مركز الدرك الملكي ببني أدرار حيث تعرض لمختلف أشكال التعذيب قبل تسليمه إلى شرطة مدينة وجدة حيث لاقى نفس التعامل والتعذيب لإرغامه على الاعتراف بأشياء لم يقم بها. وقال إنه تم إرساله إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مكبل اليدين معصب العينين وأنه تعرض لمحاولة قتل، سنعرف من بعد قصة هذه المحاولة المزعومة.
وأشار إلى انه في مقر الفرقة الوطنية تعرض لمختلف أنواع التعذيب والإهانات، بحيث أن المحضر المنجز لدى هذه الفرقة كان يتضمن اتهامات بعلاقته بأشخاص لم يسبق له أن عرفهم أو التقى بهم.
لكن الحقيقة من الصعب تغطيتها بالغربال، فالسلفي الجهادي مصطفى القداوي يوجد ضمن لائحة إرهابيين مبحوث عنهم لأنهم ذهبوا إلى مالي من أجل الجهاد إلى جوار الكتائب المسلحة، وتم إيقافه فور عودته إلى المغرب خلسة عبر الموقع الحدودي بين أدرار في شهر أكتوبر 2012 وضبطت بحوزته مبالغ مالية مهمة مكونة من 5300 أورو و8650 درهم.
و خلال ترحيله إلى مدينة الدارالبيضاء، من طرف عناصر الشرطة لمدينة وجدة، على متن سيارة لاندرروفر تسبب مصطفى الفداوي في انقلاب السيارة في منحدر يبلغ حوالي 9 أمتار في الطريق الرابطة بين مدينتي كرسيف وتازة، حيث عمد إلى نطح السائق.
وبعد ذلك أخذ مصطفى القداوي إلى المستشفى الإقليمي "ابن باجة" بمدينة تازة مثله مثل ضابط شرطة كان على متن نفس السيارة ومقدم حيث مكثوا تحت المراقبة الطبية، وتم نقله بعد ذلك إلى المستشفى الجامعي بفاس وبعد ذلك إلى مركز الفرقة الوطنية بالدارالبيضاء بعد شفائه للاستماع إليه في محضر قانوني.
والقداوي ينتمي للمجموعة التي تحدثنا عنها في أول المقالة وكان متابعا بتكوين عصابة إجرامية والمساس الخطير بالأمن، الانتماء إلى دينية غير معترف بها، عقد اجتماعات غير مرخص لها، تمويل الإرهاب، الضرب والجرح العمديين.