أعرب المغرب والاتحاد الأوروبي، امس الاثنين بالرباط، عن إرادتهما وطموحهما المشترك لتعميق "الشراكة المتميزة" و"العلاقات الممتازة" التي تربطهما منذ سنوات. وأكد المفوض الأوربي المكلف بالسياسة الأوربية للجوار والتوسع، ستيفان فول، الذي يقوم بزيارة للمغرب، "طموحنا المشترك هو تعميق شراكتنا المتميزة وعلاقتنا الممتازة بما يعود بالنفع على شعوبنا".
وشدد المسؤول الأوربي في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، عقب مباحثات أجراها على انفراد، أن زيارته للمغرب تهدف إلى "إعطاء دفعة جديدة وطموحات جديدة لعلاقاتنا"، مبرزا "الأهمية الاستراتيجية لشراكتنا مع المغرب".
وقال إن "المفوضية الأوروبية تأمل في الحفاظ وتعزيز حوارها السياسي والتقني مع المغرب في مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك"، مضيفا أن الاتحاد الاوربي يطمح إلى استغلال "المؤهلات في تعاوننا" خاصة في تقوية وتعزيز التنمية الاقتصادية وخلق مناصب الشغل والاندماج الاجتماعي.
ونوه فول بكون المغرب أصبح "بلدا نموذجا على المستوى الاقليمي وأبدى انخراطا تاما مع الاتحاد الأوروبي"، مضيفا أن الشريكين "يتجهان من الآن فصاعدا نحو المستقبل" .
وتوقف المفوض الأوربي طويلا عند الاصلاحات التي قام بها المغرب، مشيرا في هذا الصدد "للدور المتنامي للنساء في الحياة العامة والسياسية" وأيضا إصلاح العدالة خاصة إصلاح القضاء العسكري.
وشجع بهذه المناسبة المغرب على الحفاظ على هذه الوتيرة ومواصلة تقدمه في مجال الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، مؤكدا أنه "بالرغم من الاكراهات المالية التي يعرفها الاتحاد الاوربي حاليا، سنحافظ على جهودنا من أجل التعاون مع المغرب".
وسجل فول أن الاصلاحات الهامة والطموحة تشكل "أساس ومحرك شراكتنا"، مضيفا أن المحادثات مع السيد مزوار همت بالأساس "مستوى الطموح الذي نسعى للحفاظ عليه واتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق".
وأشار في هذا الصدد إلى أن المفاوضات تتواصل حول الشراكة والتنقل، في حين ستستأنف عما قريب المفاوضات من أجل تسهيل الحصول على التأشيرة وإعادة الإدماج.
من جانبه، أكد مزوار على الطموحات "القوية جدا" من الجانبين والتي "تفرض علينا العمل بذكاء والصرامة اللازمتين"، مشيرا إلى أن المغرب والاتحاد الاوربي اتفقا على إغناء روابطهما الثنائية بÜ"آليات تمكن من العمل ومعالجة الصعوبات بالسهولة والسرعة اللازمتين".
وأوضح أن هذا الاجراء يشكل عنصرا سينضاف الى باقي الآليات لإغناء أجندة الطرفين ، مشيرا في هذا الصدد إلى مفاوضات اتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق واتفاق التنقل بالاضافة إلى اتفاقيات أخرى ذات طابع اقتصادي لازالت في طور الاعداد.
وعند توقفه عند الروابط التي تجمع بين المغرب والاتحاد الاوربي، أكد مزوار أن الأمر لا يتعلق بعلاقات ترتبط بحدث ما أو ظرفية فهي "علاقات شراكة استراتيجية تجسد التقاء وتقاسم قيم الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية والمقاولة الحرة والسلم والأمن في المنطقة والعالم".
وحرص الوزير، من جهة أخرى، على التأكيد على أن طبيعة الاصلاحات التي يباشرها المغرب "تستجيب للنموذج المجتمعي الذي اخترناه والذي يقوم على الانفتاح والديمقراطية والتسامح وحقوق الانسان واحترام القيم الكونية، والذي ينعكس على الحياة اليومية للسكان ".
وأشار إلى أن جيلا جديدا من الاصلاحات ستتم مباشرتها "تتلاءم ودرجة النضج والتطور الذي بلغه المجتمع المغربي وقدرته على استيعاب الاصلاحات"، مضيفا أن أوجه أخرى من الشراكة "ستسير في هذا السياق من الالتقائية من خلال ملائمة بعض القوانين للمغرب لمقتضيات الاتحاد الاوربي حتى نكون في مستوى جميع مظاهر شراكتنا".