حكمت المحكمة الابتدائية بالعاصمة الجزائر على شابين شاركا في احتجاج لحركة بركات بسنة سجنا نافذا، وقد تم القبض عليهما خلال تظاهرة ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، بحسب محاميهما. وأوقف معز بنصير، ومحمد قاضي، في 16 أبريل الماضي وسط العاصمة، أثناء منع الشرطة تظاهرة لحركة بركات تعارض ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة في الانتخابات التي جرت في اليوم التالي وفاز فيها ب83.5 بالمائة. ووجهت إليهما تهمة التجمهر غير المسلح في ساحة عمومية والمساس بالأمن العام. ويوجد الشابان رهن الحبس منذ 20 ابريل في انتظار محاكمتهما.
ونفى المتهمان "أي علاقة مع المتظاهرين" وأكدا أنهما "مرا صدفة أثناء التظاهرة والقي عليهما القبض داخل مقهى" المحامي سيدهم.
واعتبر المحامي والناشط الحقوقي، مصطفى بوشاشي، أن "هذا النوع من المتابعات القضائية يشكل خطرا فعليا على الحريات وحقوق الإنسان بالجزائر". وأضاف "بحسب الملف لا يمكن تكييف التهمة على أساس تجمهر غير مسلح، إنهما متابعان بغير وجه حق"، منددا بعدم استقلال القضاء.
من جهته، تساءل سيدهم "كيف يمكن أن نوقف شخصين بتهمة التجمهر بينما هما في مقهى، هذه المحاكمة مساس خطير بحرية التنقل".
وعبرت منظمة العفو الدولية (أمنيستي انترناسيول) التي يوجد مقرها في لندن عن إدانتها للانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان بالجزائر. وأشارت منظمة العفو الدولية، في تقريرها السنوي حول وضعية حقوق الإنسان في العالم برسم سنة 2013، إلى أن "السلطات (الجزائرية) واصلت فرض قيود على حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات والانضمام إليها، وكذلك تفريق المظاهرات ومضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان".
ونددت المنظمة باستمرار إفلات المسؤولين عن ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي، وعن أعمال التعذيب وغيره من أشكال سوء معاملة المعتقلين في السنوات التي أعقاب ذلك، من العقاب.
وبهذا الحكم تكون الجزائر قد عبرت عن عدم انخراطها في الحركة العالمية لحقوق الإنسان، فأقل ما يمكن أن يتمتع به المواطن على الأقل هو حرية التجول في أي وقت وفي أي حين، ناهيك عن حرية التعبير التي تعتبر من سابع المستحيلات في الجزائر، حيث لا توجد صحافة مستقلة ولا توجد حرية للعمل السياسي ولا العمل النقابي بل كل ما في الأمر أن هناك مجموعة الأمن العسكري التي تتحكم في السياسة الجزائرية، وهي التي تعين الرئيس وما الانتخابات سوى مسرحية هزلية يلعب فيها دور البطل الوهمي أو ظل المحارب رئيس مريض.