كشف الصحفي الأمريكي الشهير سيمور هيرش عن وقوف رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي وراء هجوم الغوطة الكيماوى بسوريا فى غشت الماضى. وأشار هيرش في مقال نشرته مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس"، تحت عنوان "الخط الأحمر.. وخط الفأر" إلى أنه في 2011، قاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدخل الحلفاء العسكري في ليبيا دون استشارة الكونجرس، وفي غشت الماضي، وفي أعقاب الهجوم بغاز السارين على ضاحية الغوطة، كان مستعدا لشن هجوم جوي هذه المرة لمعاقبة الحكومة السورية بسبب تخطيها المزعوم للخط الأحمر الذى وضعه في 2012 حول استخدام السلاح الكيميائي.
وأضاف "هيرش" أنه بعد أقل من يومين على هذا الموقف من توجيه الضربة الجوية، أعلن أوباما أنه سوف يطلب موافقة الكونجرس، وتم تأجيل الضربة حتى يستعد الكونجرس لجلسات الاستماع، وتم إلغاؤها تماما عندما قبل أوباما عرض الأسد بتفكيك ترسانته للأسلحة النووية، في صفقة توصلت إليها روسيا.
وتساءل "هيرش"، وهو واحد من أشهر الصحفيين الاستقصائيين في العالم: "لماذا عطل أوباما الضربة ثم تراجع عن قراره"؟، وقال إن الإجابة تكمن في الصراع داخل الإدارة حول من يتحمل مسئولية تطبيق الخط الأحمر، وأن القادة العسكريين كانوا ينظرون إلى الحرب على أنها غير عادلة وكارثية.
وأوضح هيرش أن سر تغيير أوباما لرأيه يوجد في بورتون داون حيث يوجد معمل "والتشير" العسكري، مشيرا إلى أن المخابرات البريطانية حصلت على عينة من غاز السارين الذى استخدم في هجوم الغوطة في 21 غشت الماضي، وأكد التحليل أن الغاز لا يتطابق مع الموجود في ترسانة الأسلحة الكيميائية التى يمتلكها الجيش السوري.
وأضاف أن الرسالة حول أن القضية ضد سوريا تم نقلها بسرعة إلى القادة العسكريين الأمريكيين، وأن التقرير البريطاني ضاعف الشكوك داخل البنتاجون، حيث كان يستعد هؤلاء القادة إلى تحذير أوباما من أن خططه للوصول إلى الهجوم بالقنابل والصواريخ على البنية التحتية لسوريا قد يقود إلى حرب واسعة في الشرق الأوسط.
وتابع "هيرش" قائلا: "أنه لشهور، كانت هناك مخاوف حادة بين كبار القادة العسكريين الأمريكيين حول جيران سوريا في حربها الأهلية وخاصة تركيا حيث من المعروف أن أردوغان يدعم جبهة النصرة الجهادية من بين فصائل المعارضة، بالإضافة إلى جماعات مسلحة أخرى.
ونقل عن مسئول سابق بالمخابرات الأمريكية، على إطلاع على القضية، قوله: "نعلم أن البعض في الحكومة التركية، يريدون التخلص من الأسد عبر غاز السارين حتى يتقدم أوباما بسبب تجاوز الخط الأحمر".
وأشار مسئولون عسكريون إلى أنهم يعلمون أن ادعاءات أوباما حول أن الجيش السوري الوحيد الذى يمكنه الوصول إلى غاز السرين خاطئة.
وشدد "هيرش" على أن المخابرات الأمريكية والبريطانية تدرك منذ ربيع 2013 أن بعض وحدات المعارضة السورية تطور أسلحة كيميائية، وأنه في 20 يونيو الماضي، نشر محللون في وكالة المخابرات بوزارة الدفاع الأمريكية وثيقة سرية من خمس صفحات تلخص لديفيد شيد نائب رئيس الوكالة أن النصرة تملك وحدة لتصنيع غاز السارين، وأن برنامجها يعد أخطر مؤامرة منذ تفجيرات تنظيم القاعدة في 9/11.
وواصل تقرير المخابرات قائلا إن: "تركيز المخابرات الأمريكية السابق انصب بالكامل على احتياطي الأسلحة الكيميائية السورية، ونرى الآن محاولة النصرة صنع أسلحتها الكيميائية، بدعم من تركيا وممولين سعوديين لتسهيل الحصول على عشرات الكيلوجرامات من غاز السارين، وذلك للمشاركة في إنتاج ضخم في سوريا، إلا أن المتحدث باسم المخابرات الوطنية نفى وجود مثل هذا التقرير المخابراتي من أساسه.
وقال "هيرش"، إنه في ماي الماضي، تم اعتقال عشرة أعضاء من جبهة النصرة في جنوبتركيا حيث أعلنت الشرطة المحلية أنهم كان يحملون كيلوجرامين من غاز السارين.
وأوضح مسئول مخابراتي أمريكي سابق أن مؤسسة الأمن القومي الأمريكي منزعجة من خط أوباما الأحمر، وأن القادة العسكريين سألوا البيت الأبيض حول: "ماذا يعنى الخط الأحمر؟ وكيف يمكن ترجمته إلى أوامر عسكرية، وقوات على الأرض؟ هل ستستخدم ضربات عسكرية كبيرة أم محدودة؟.
وكشف المسئول عن أنه في أعقاب هجوم 21 غشت، أمر الرئيس الأمريكي البنتاجون بتحديد أهداف لضربها عسكريا، موضحا أن البيت الأبيض رفض 23 موقعا حددتها الهيئة المشتركة للأركان بزعم أنها غير مؤلمة بشكل كاف لنظام بشار.
وأضاف أن الأهداف التى تم تحديدها تضمنت مواقع عسكرية وليست مدنية، وأنه بضغط من البيت الأبيض، احتوت خطة الهجوم الأمريكي "ضربة الوحش" وضع قاذفتي قنابل من طراز "بي -52" بجوار قواعد عسكرية قريبة من سوريا، ونشر غواصات وسفن بصواريخ "توماهوك"، وأنه بمرور الوقت كانت تزداد قائمة الأهداف المراد توجيه ضربة إليها.