أحيت ساكنة الأحياء الشعبية بمدينة قلعة السراغنةوغيرها من الاحياء الشعبية في باقي المدن المغربية، أمس الاثنين ليلة عاشوراء بطقوسها الساخنة وسط أجواء برد قارس لم يمنع الأطفال والصبايا من إقامة أمسياتهم الاحتفالية المعهودة حول مواقد "الشعالة"، إحياء لذكرى دينية عريقة لا أحد يستطيع اليوم أن يجزم بين حدود الفرحة والحزن في طلاسمها. وتميزت مظاهر الاحتفال بالمدينة بتزايد محلات بيع الفواكه الجافة من تمور وجوز وتين وحلويات نظرا للإقبال المتزايد عليها, فضلا عن الألعاب النارية والتقليدية التي تدخل الفرحة على قلوب الأطفال في هذه المناسبة.
كما أن ظاهرة "الشعالة" بمختلف أحياء المدينة لم تعد تقتصر على الحطب والمواد القابلة للاشتعال دون أن يكون في ذلك ما يهدد سلامة وصحة السكان, بل تطورت بلجوء البعض إلى استعمال العجلات المطاطية، الأمر الذي يزيد من خطر اتساع رقعتها ويشكل خطرا على السكان, علاوة على مخاطر التلوث وغيرها من الآثار السلبية المترتبة عنها.
وتظل عاشوراء في منطقتي السراغنة والرحامنة قابلة لثنائية الفرحة والحزن, إذ تحمل مناسبة حلولها للصغار، أطفالا وصبايا، مؤشرات البهجة والسرور، بإقتناء الألعاب والملابس والخروج في أمسيات احتفالية جماعية.
أما بالنسبة للكبار فتعني الصوم يوم عاشوراء وإعداد وجبة الكسكس بطقوس خاصة ليلتها ثم زيارة المقابر صبيحة اليوم التالي وفي كل ذلك إحالة على هذه الثنائية التي تجمع بين النقيضين, والأحداث التاريخية لذكرى يوم عاشوراء.