كشر رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا وزعيم العدالة والتنمية، عن أنيابه وأعلن على "المكشوف" أن المخابرات التي يسيطر عليها تقوم بالتجسس على المواطنين الأتراك. وحسب مصادر مطلعة فإن أردوغان يستهدف مناضلي حزب الشعب، الذي أسسه كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية العلمانية في تركيا. وبدون حياء أعلن نائب رئيس الوزراء أن أجهزة الاستخبارات التركية قامت بالتجسس على أكثر من 2000 شخص فى تركيا، مشيرا إلى تعديلات سيتم إدخالها على مشروع قانون مثير للجدل يرمى إلى تعزيز صلاحيات الاستخبارات. وقال بصير اتالاى فى أنقرة "حتى اليوم، قامت الوكالة الوطنية للاستخبارات بالتجسس على 2473 شخصا بقرار قضائى أكثر من نصفهم أجانب"، مضيفا أن عمليات التنصت هذه استهدفت خصوصا أشخاصا يشتبه فى ضلوعهم بقضايا إرهاب أو تجسس.
وحسب العارفين بالشأن التركي فإن المستهدف هم المعارضة وليس الإرهابيون، لأن أردوغان حول تركيا وخصوصا منطقة أنطاكية ولواء الأسكندرون إلى معسكرات لتدريب تنظيم القاعدة قبل التوجه إلى سوريا. وبالتالي فإن محاربة الإرهاب ليست سوى خدعة لمحاربة خصومه السياسيين.
ويرمى مشروع القانون الذى بدأ النواب بمناقشته السبت إلى السماح لوكالة الاستخبارات التركية، بالقيام بمهام وعمليات مراقبة فى تركيا والخارج من دون الحاجة إلى قرار قضائى. وستحظى الوكالة الاستخبارية الخاضعة مباشرة لسلطة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، بإمكانية إطلاع محدود على كل الوثائق - من بيانات شخصية لأفراد إلى معلومات عن القطاعات المصرفية - المتعلقة بالأمن القومى. واقترحت تغييرات على نقطتين مثيرتين للجدل، بينها ما جعل رئيس الوزراء على رأس مجلس إدارة الوكالة الاستخبارية، وهو منصب أساسى.
وبعد فضيحة الفساد التى تهز نظامه منذ دجنبر، والتى تورط فيها عدد من الحلفاء المقربين فى الحكومة، يواجه أردوغان انتقادات متزايدة فى تركيا والخارج على خلفية سياسته الاستبدادية بنظر خصومه، وخصوصا لجهة تعزيز الرقابة على القضاء والإنترنت.
ويرى مهتمون بالشأن التركي أن أردوغان ومن خلال هذه المحاولة التي تتميز بالجرأة والجراءة، القضاء على خصومه السياسيين من خلال مؤسسات الدولة. ففي السابق قام أردوغان باستصدار قرارات ضد العديد من القادة العسكريين وتم اعتقال العديد منهم بتهم واهية عنوانها محاولة الانقلاب ضد الحكومة. والمؤامرة هي شعار أردوغان حيث سبق أن انقلب على شيخه ومعلمه نجم الدين أربكان الذي أصيب نتيجتها بوعكة صحية لازمته إلى ان وافاه الأجل.