لطالما شكل العتاد الحربي وقوة الجيوش معيارا للتفاخر بين الأمم، وهكذا أصبحت الدراسات والإحصاءات الخاصة بالقوى العسكرية تثير فضول المتتبعين، خصوصا إذا تعلق الأمر بمقارنة قوة الجيش لدولتين جارتين. وفي هذا الاطار يمكن إدراج قائمة الموقع الامريكي موقع "جلوبال فاير باور" الأمريكي، الذي احتل فيها المغرب المرتبة الخامسة والستين في قائمة ترتيب جيوش العالم برسم عام 2014، كما جاء في المرتبة السابعة على مستوى " العالم العربي" متبوعا بتونس والاردن..
وضمت القائمة الجديدة، التي نشرها موقع "جلوبال فاير باور" الأمريكي، 106 دولة، واحتل الجيش الأمريكي المرتبة الأولى عالميا محتفظا بصدارته، وحلت روسيا فى المركز الثاني، والصين فى المرتبة الثالثة، والهند فى المركز الرابع وانجلترا فى المركز الخامس، وفرنسا فى المركز السادس، وألمانيا فى المركز السابع، وتركيا فى المركز الثامن وكوريا الجنوبية فى المركز التاسع، واليابان فى المركز العاشر.
ويستند تصنيف الجيوش في العالم لعام 2014، إلى عدة عناصر أساسية لترتيب الجيوش مثل القوى البشرية والجيش البري والقوات الجوية والقوات البحرية واحتياطي النفط والاحتياطي القومي وجغرافيا الدولة.
وجاءت إسرائيل فى المركز الحادي عشر بينما حلت مصر فى المركز الثالث عشر.
وتقدمت تركيا من المركز الحادي عشر إلى المركز الثامن وإسرائيل من المركز الثالث عشر إلى المركز الحادي عشر ومصر من المركز الرابع عشر إلى الثالث عشر واليابان من المركز السابع عشر إلى العاشر، في حين تأخرت كوريا الجنوبية من المركز الثامن إلى المركز التاسع وإيطاليا من المركز التاسع إلى المركز الثاني عشر والبرازيل من المركز العاشر إلى المركز الرابع عشر وباكستان من المركز الثاني عشر إلى المركز الخامس عشر وإيران من المركز السادس عشر إلى المركز الاثنين والعشرين.
وعلى مستوى "الدول العربية"، احتلت مصر المركز الأول حيث تقدمت من المركز الرابع عشر إلى المركز الثالث عشر، وتقدمت المملكة العربية السعودية من المركز السابع والثلاثين إلى المركز الخامس والعشرين، وسوريا من المركز التاسع والثلاثين إلى المركز السادس والعشرين، والجزائر من المركز الثامن والثلاثين الى المركز الحادي والثلاثين.
وتأخر اليمن من المركز الثالث والأربعين إلى المركز الخامس والأربعين كما حلت المغرب فى المركز الخامس و الستين وتونس فى المركز السادس والستين، والأردن فى المركز السابع والستين، والعراق فى المركز الثامن والستين، وسلطنة عمان فى المركز التاسع والستين، والكويت فى المركز الرابع والسبعين، وليبيا فى المركز الثامن والسبعين، والسودان فى المركز التاسع والسبعين، والبحرين فى المركز الحادي والثمانين، وقطر فى المركز الثاني والثمانين، ولبنان فى المركز الثالث والثمانين، والصومال فى المركز رقم مئة.
إلا ان قائمة الموقع الامريكي لا يمكن بحال من الاحوال اعتبارها دقيقة مائة في المائة، حيث أن قوة وجاهزية القوات المسلحة الملكية المغربية وضعت تحت مجهر مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية، في آخر دراسة لمعهد البحث الاستراتيجي الدولي في بروكسيل ببلجيكا حول تصنيف الجيوش الإفريقية، السنة الماضية، وذلك بالاعتماد على مقياسي التسلح والتجهيز العسكري الصادر مؤخرا.
وصنفت الدراسة الجيش المغربي ثالثا على المستوى الإفريقي متقدما على جنوب إفريقيا ونيجيريا والسنغال وبلدان أخرى.
التصنيف نفسه، صنف المغرب في الرتبة 38 عالميا بخصوص أقوى خمسين جيشا في العالم حسب ما جاء في آخر دراسة لوزارة الدفاع الأمريكية، اعتمادا على مقياسي القوة وكفاءة المقاتلين، متقدما على الجزائر بنقطتين، حيث جاءت الجارة الشرقية في المرتبة 40، في حين جاءت الولاياتالمتحدةالأمريكية في المقدمة، تليها روسيا الاتحادية، ثم الصين الشعبية في الرتبة الثاثة متقدما على بريطانياوفرنسا.
كما أن مجموعة من المعاهد الكبرى المهتمة بالدراسات العسكرية والإستراتيجية من قبيل معهد استوكهولم السويدي ولندن البريطاني، تضع المغرب ضمن أكبر القوات العسكرية سواء على المستوى الإفريقي أو العربي، وفي آخر تقرير لمعهد لندن الذي صدر العام 2013، صنف القوات المسلحة الملكية المغربية كأقوى الجيوش على المستوى القاري والدولي، سواء على مستوى التكتيكات العسكرية والجاهزية والفعالية والتداريب، أو على مستوى الردع والتسلح، أو تحديث وتطوير ترسانته ومواكبة التقنيات العسكرية الحديثة.
ولئن كان عهد الحروب والمواجهات المباشرة قد ولى، لكن التسليح العسكري في الواقع، يعد من أهم عوامل التوازن الجيوستراتيجي. كما أن ما تعيشه العلاقات المغربية من حالة لا سلم ولا حرب يقتضي الاهتمام بمثل هذه التصنيفات، التي تعد وجها آخر للصراع المغربي الجزائري على مختلف الأصعدة.
لا شك أن من بين العوامل التي ساهمت في هذا الترتيب، خصوصا في الشق المتعلق بكفاءة الجيش ونجاعة التكتيكات، هي التجربة الكبيرة التي اكتسبها في حربه ضد عصابات الانفصاليين التابعة للبوليساريو..
أما بخصوص لائحة الموقع الامريكي الاخيرة فإن بعض الخبراء يرون ان ذلك لا يعدو ان يكون مجرد محاباةٍ للجزائر على سخائهَا في اقتناء الأسلحة الأمريكيَّة، حيث أن قرب موقع "كلوبال فاير باور" من اللوبي الجزائري أمر معروف، وبالتالي فإن كل المعطيات، التي اعتمدها التصنيف غير دقيقة، ما دامت مراكز أخرى تبوئ المغرب مراكز أخرى، إذ إن "كلوبال فاير باور" ركز على مشتريات الأسلحة، دون الالفتات إلى تاريخ الجيش المغربي، ومنظومته القيادية المتطورة، والتراكمات لديه من حيث التجارب...