تليكسبريس- خاص ترقد العاملة أمينة الحراق من مواليد 1985 في مستشفى محمد الخامس بطنجة بعد أن أصيبت بكسر على مستوى العمود الفقري إثر حادث عرضي، أمينة من وسط اجتماعي مزري حيث هي التي كانت معيلة لوالدتها المقعدة، وكانت تشتغل لأزيد من 12 ساعة يوميا في معمل لتقشير القمرون في المنطقة الحرة بالميناء.
بدأت أمينة العمل في معمل "ديتريوت صافود ليميتيد ديكورتيكاج دو كروفيت" STE DETRIOT SEAFOOD LIMITED DECORTICAGE DE CREVETTES سنة 2005 الذي يضم ما يناهز 2000 عامل وعاملة، وظلت تعمل دون كلل أحيانا لأكثر من 14 ساعة يوميا إلى حدود عيد الأضحى لهذا العام عندما ذهبت في عطلة العيد فوقع لها حادث عرضي في منزلها نجمت عنه كسورا خطيرة على مستوى العمود الفقري، وعندما حملت إلى المستشفى رفضت الإدارة إجراء فحوصات لها بدعوى أنه يجب الأداء أولا بأوراق التصريح في صندوق الضمان الإجتماعي الذي حرمت منه هذه المواطنة رغم اشتغالها بكد وجهد وقهر، وبعد تدخل بعض ذوي القصد الحسن أصرت الإدارة على الأداء أو الإدلاء بشهادة الضعف أولا وهو الأمر الذي يصعب كثيرا حيث أن أمينة من منطقة جبلية بعيدة تسكن رفقة والدتها المقعدة في بيت صغير تكتريه في حي "بير الشيفا" ربما حتى المقدم لا يعرفها إلا إن كان قد افتقدها غداة البحث عنها لتسليمها البطاقة الانتخابية؟ الصدمة الكبرى كانت حينما حاول بعض اقرباء الضحية الاتصال بمصلحة الضمان الاجتماعي لإلحاقها بالمصحة التابعة له فتبين أنها ليست مسجلة بالضمان الاجتماعي رغم ست سنوات من العمل المتواصل في شروط لا إنسانية. فكان نصيب أمينة ست سنوات من العبودية لتكافئ أخيراً برميها في مستشفى محمد الخامس تئن من الآلام وتنضاف إلى والدتها المقعدة أصلا.
حالة أمينة صرخة في وجه مفتشية الشغل التي لا تغض الطرف عن واقع عاملات وعمال يشتغلون كالعبيد في ظروف إنسانية مزرية ومحرومون حتى من أبسط الحقوق كحقهم في التصريح بهم لدى مصلحة الضمان الاجتماعي، بينما مفتشي الشغل لا يعرفون إلا المكاتب الفخمة التي يستقبلون فيها من طرف الباطرونا. وهي صرخة أيضا في وجه الباطرونا التي تستبيح حياة العمال وتستغل فقرهم وتدني مستواهم الدراسي لتمتص دمائهم وإن حدث لهم حادث تتخلص منهم كأي شيء يرمى في القمامة؟؟ وصرخة في وجه هذه السلطات التي تحمي مصاصي الدماء وتكسر عظام العمال إذ ما أرادوا الاحتجاج أو الدفاع عن مصالحهم. وكم كان المشهد مؤلما حينما زار بعض المناضلين أمينة التي فرحت كثيرا لذلك، وحافظت على ابتسامتها وخجلها الطفولي وهي تترجى المناضلين أن لا يتخلوا عنها كما تخلى عنها الجميع.