نظمت جمعية العمال الإسبان بجبل طارق مساء أمس الخميس وقفة على حدود بلدية لالينيا دي لاكونسبسيون (قادس جنوب إسبانيا) المتاخمة للمستعمرة البريطانية احتجاجا على ساعات الانتظار الطويلة لعبور بوابة الصخرة وللمطالبة ب"حدود إنسانية". وعبرت الجمعية في بيان لها عن امتعاضها من "المضايقات ومن لحظات الانتظار الطويلة ومعاناة العمال من هذا الوضع غير المحتمل منذ إعادة فتح الحدود مع جبل طارق سنة 1982 بعد إغلاقها لسنوات".
وأوضحت أن "صعوبات العبور تفاقمت" في الوقت الراهن، وتحديدا منذ سنة 2010، حيث أصبحت ساعات الانتظار عند البوابة "تتجاوز ثماني ساعات" بالنسبة للسيارات و"أكثر من ثلاث ساعات" بالنسبة للدراجات النارية.
وأشارت إلى أنه على امتداد فترة احتدام الصراع سجلت بعض الأسابيع المتسمة بالهدوء، لكن "سرعان ما انقلب الوضع لتعود الطوابير الطويلة إلى حالها"، بل "زادت حدة " مع اندلاع النزاع بين صيادي خليج الجزيرة الخضراء وزوارق الأمن التابعة لسلطات جبل طارق بسبب وضع سلطات جبل طارق لكتل خرسانية "لتكوين شعاب اصطناعية لحماية البيئة البحرية في المياه القريبة من الصخرة.
وذكرت الجمعية أن العلاقات السياسية بين إسبانيا وجبل طارق والمملكة المتحدة "تزداد تدهورا بسبب هذا الصراع"، مشيرة إلى أن الحكومة الإسبانية لجأت إلى "الرفع من حدة الضغط على الحدود"، علما "أن الضحايا هم دوما أولئك الأشخاص الذين يعبرون لمزاولة أعمالهم في الصخرة أو لوجود أسرهم هناك أو للترفيه والسياحة أو من أجل التسوق أو التعليم أو القيام بفحوصات طبية، إلى غير ذلك من الأسباب الأخرى". وعبرت الجمعية عن أسفها لكون هؤلاء الناس يعتبرون "ضحايا صراع قديم وخفي يعود لمشكل السيادة" على الصخرة، مبرزة أن"التحرش المتواصل" بالمواطنين الذين يعبرون بوابة جبل طارق (حوالي 35 ألف مواطن يوميا بينهم 19 ألف عامل إسباني وأوربي يعيشون في الجهة الإسبانية) "يلحق بهم أضرارا كبرى ويتسبب لهم في انعكاسات سلبية على صحتهم البدنية والعقلية".
وتابعت أن استمرار ظاهرة الطوابير الطويلة يترتب عنها فضلا عن "تدهور العلاقات بين شعبين جارين، تراجع في اقتصاد بلدية لا لينيا دي لاكونسيبسيون وتأثر مقاولاتها الصغرى والمتوسطة بنسبة مهمة".