أكد وزير الشؤون الخارجية الهندي سلمان خورشيد ، الذي يبدأ يوم غد الخميس زيارة عمل للمغرب ، أن الهند تابع بكثير من التقدير التغييرات والتحولات الحاصلة بالمغرب في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، كما تعتبر المغرب شريكا أساسيا لها بالقارة الإفريقية . وقال الوزير الهندي ، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بنيودلهي بمناسبة هذه الزيارة ، المندرجة في إطار جولة إفريقية ستقود رئيس الدبلوماسية الهندي كذلك إلى تونس والسودان ، " إننا نتابع بكثير من التقدير التحولات التي يشهدها المغرب في عهد الملك محمد السادس ".
وتابع أن المغرب يساهم بشكل كبير في ضمان الأمن الغذائي بالهند ، مشيرا في هذا السياق إلى صادرات الفوسفاط والحامض الفوسفوري ، التي تعتبر ضرورية بالنسبة لقطاع الفلاحة بالهند.
وأضاف الوزير الهندي في هذا السياق " نحن واعون بأن المغرب يمكنه الاضطلاع بدور هام جدا على مستوى المنطقة "، مذكرا بالتعاون الوثيق بين نيودلهي والرباط على صعيد المؤسسات الدولية ، وكذا دعم المغرب لتطلعات الهند للظفر بمقعد دائم داخل المجلس الأمن بعد إصلاحه وتوسيعه.
وقال أيضا " نحاول تعزيز علاقاتنا مع المغرب في إطار استراتيجية جديدة للشراكة ، مع التركيز على تطوير الكفاءات والرفع من المبادلات والاستثمارات ، وكذا تنسيق المواقف المشتركة حول مختلف القضايا الإقلليمية والعالمية ".
وعلى المستوى الإقليمي ، أكد خورشيد ، أحد قادة حزب المؤتمر الهندي الذي يدير شؤون البلاد منذ عشر سنوات ، أن منطقة شمال إفريقيا تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للهند ، على المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية ، وعلى الصعيد الأمني .
وفي سياق متصل أشار إلى أن جولته الإفريقية تشكل مناسبة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك ، أو القضايا الإقليمية والدولية .
وحسب رئيس الدبوماسية الهندي ، فإن كل هذه البلدان التي سيزورها تكتسي أهمية كبيرة لاعتبارات سياسية واقتصادية ، موضحا أن المغرب وتونس يساهمان بشكل كبير في ضمان الأمن الغذائي للهند من خلال تصدير الفوسفاط والحامض الفوسفوري للهند ، كما أن السودان شريك أساسي في " ضمان أمننا الطاقي ".
وبعد أن أشاد بالمصادقة على الدستور الجديد بتونس " وهو ما يشكل مرحلة هامة في الانتقال السياسي " ، ذكر بأن بلاده التي تقيم علاقات تاريخية مع العالم العربي ، مقتنعة تماما بأن أي تغييرات لا يمكن فرضها من الخارج ، فكل شعب ، يحق له دون غيره ، أن يقرر مصيره ومستقبله .
وفي معرض جوابه على سؤال يتعلق برؤيته للتطورات التي تشهدها مجموعة من بلدان المنطقة ، أوضح في هذا الصدد " في تونس تمت المصادقة على دستور جديد شكل مرحلة هامة في مسلسل الانتقال السياسي ، وفي مصر نتابع باهتمام التطورات السياسية منها عملية الاستفتاء الأخير على الدستور ، التي ستتلوها قريبا انتخابات رئاسية وبرلمانية . كما نواصل دعمنا لليبيا الجديدة الباحثة عن توطيد مؤسساتها الديمقراطية ".
وفي دولة جنوب السودان التي يتواجد بها جنود هنود ضمن بعثة السلم الأممية ، يضف السيد خورشيد ، فإن الهند تعبر عن ارتياحها لتوقيع اتفاقيات تتعلق بوقف الأعمال العدائية ووضعية المحتجزين ( 23 يناير )، والتي قد تساهم في تحقيق السلم والأمن على أرض الواقع .