نشر معهد جامعة ميتشيغان للبحوث الاجتماعية استطلاعا جديدا شمل سبع دول إسلامية: السعودية، مصر، تونس، العراق، لبنان، باكستان، وتركيا، وتوصل إلى أن معظم المسلمين في هذه الدول يفضلون أن المرأة تغطي كامل شعرها، ولكن ليس بالضرورة وجهها. وأبرز الاستطلاع أنه في لبنانوتركيا، فقط ضمن الدول الإسلامية الأخرى، يوجد مواطن واحد من كل أربعة يعتقد أنه من المناسب للمرأة أن لا تغطي رأسها على الإطلاق في الأماكن العامة.
وقام معدو الدراسة بوضع هوية بصرية لستة أنماط من الألبسة وتقديمها لعينة مختارة بدقة من المسلمين في الدول السبعة.
وخيّر الاستطلاع المستجوبين باختيار أحد من هذه الألبسة:
وأظهر الاستطلاع أن السعوديين يفضلون بنسبة 63 في المئة النقاب (المرأة 2)، و11 في المئة مع البرقع (المرأة 1)، بينما فقط ثلاثة في المئة مع أن تكون المرأة بوجه مكشوف في الأماكن العامة.
وفي مصر، يفضل 80 في المئة الحجاب العادي (المرأة 4 و5)، وأربعة في المئة فقط يرون أن المرأة يمكن أن تزيل الحجاب في الأماكن العامة (المرأة 6).
وفي العراق كذلك يفضل 54 في المئة الحجاب العادي، وآخرون (31 في المئة) يطالبون بلباس مرتبط أكثر بالثقافة المحافظة (المرأة 3).
وسجلت لبنان (49 في المئة) وتركيا (32 في المئة) وتونس (15 في المئة) أعلى نسبة في عدد المواطنين الراغبين في أن تظهر المرأة بدون غطاء الوجه أو الرأس في الأماكن العامة.
وظهر تنوع كبير في باكستان، إذ يظهر غياب الانسجام والاتفاق بين الأنماط التي يفضلها السكان، فقد اختار 32 في المئة النقاب (المرأة 1) و 31 في المئة حجابا أقل حدة من الأول (المرأة 3)، و24 في المئة حجابا معتدلا (المرأة 4).
وقال معدو الدراسة إن أعلى نسبة من السكان، الذين يطالبون بوضع الاختيار بيد المرأة لترتدي اللباس المناسب لها سُجلت في كل من لبنان، تركياوتونس.
وبالنسبة للحرية في اختيار نوع الملابس التي يمكن أن تظهر به المرأة، فما يقرب من 47 في المئة في السعودية قالوا إن المرأة "حرة" في اختيار نوع الألوان والفساتين التي ترتديها، بينما معظم العراقيينوالباكستانيين طالبوا بأن يكون للرجل دخل في لباس المرأة.
"لباس المرأة عادة وليس عبادة"
ما لم تستطع الدراسة الإجابة عنه بحسب معهد بيو، الذي نشر الاستطلاع، هو تحديد ما إذا كان أفراد العينة يعتقدون أن الأعراف الاجتماعية أو الثقافية هي التي ترشد النساء في اختيارهن لارتداء الملابس المحافظة أو أقل محافظة في الأماكن العامة.
وقال عالم الاجتماع علي شعبان إن اللباس يختلف بين الدول الإسلامية، "لأن الدين لم يكن حاسما في اختيار لباس محدد للمرأة، بل ترك الحرية للمجتمعات حسب تقاليدها ومناخها، بالإضافة إلى درجة تحضرها".
وأكد أن الحجاب في المجتمعات الإسلامية متنوع "ويلتقي فقط عند نقطة وحيدة هي ستر المفاتن"، مضيفا "ما نراه في الدول الإسلامية من اختلافات يؤكد نظرة عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم إلى اللباس كنتاج ذهنية المجتمع".
وتساءل شعبان "ما الذي يجمع الحجاب الأفغاني بالتونسي مثلا؟"، قبل أن يخلص إلى أن "التجمعات البشرية هي التي تختار نمط اللباس الملائم لها اعتمادا على معايير ثقافية وطبيعية، لا علاقة لها بالدين".