أكد الخبير في العلاقات الدولية، محمد تاج الدين الحسيني، اليوم الاثنين بالرباط، أن المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع في الأقاليم الجنوبية يشكل تجسيدا ملموسا لمبدأ تقرير المصير وهو بمثابة ترسيخ لاندماج هذه الاقاليم في المغرب الذي تحقق منذ سنة 1975 . وأوضح تاج الدين الحسيني، في مداخلة خلال لقاء بمجلس المستشارين حول مبدأ تقرير المصير، أن مقترح الحكم الذاتي هو "وسيلة أقرها المغرب من أجل الوصول إلى حل لا غالب ولا مغلوب، وإعطاء نوع من الاستقرار لمنطقة شمال إفريقيا وتمكين المغرب العربي من أن يندمج هو الآخر ومن تطوير مساره الاقتصادي"، مشددا على أن "هذا المقترح جاء لتجاوز واقع مر تمثله مواقف النظام الجزائري للأسف من قضية وحدتنا الترابية".
وأكد تاج الدين الحسيني، على ضرورة تعبئة الدبلوماسية المغربية، والبرلمانية على الخصوص، من أجل بلورة مرافعة قوية أمام شركاء المغرب عبر العالم وفي المحافل الدولية للتعريف الأمثل بالمقاربة المغربية بخصوص قضية الصحراء، لاسيما على مستوى مقترح الحكم الذاتي، الذي يروم المحافظة على السلم والاستقرار في المنطقة و"يتطابق في فلسفته ومضمونه مع مقتضيات الميثاق الأوروبي للحكم الذاتي الجهوي". وشدد، في السياق ذاته على أن صفات "الواقعية والمصداقية والجدية" التي تميز مقترح الحكم الذاتي، أصبحت ترد في بلاغات العديد من الدول، وكمثال على ذلك البيان المشترك الذي توج اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجلالة الملك محمد السادس، خلال الزيارة الملكية الأخيرة لواشنطن. يذكر أن هذا اللقاء الذي احتضنه مجلس المستشارين يروم تقوية قدرات البرلمانيين، والمستشارين بصفة خاصة، وتمكينهم من وسائل المحاججة والمرافعة العلمية والموضوعية في المحافل الدولية ليوضحوا أن تقرير المصير لا يعني الانفصال، بل الاندماج واحترام حقوق السكان والمشاركة المتساوية في الحقوق والواجبات والسياسة والتجارة والخدمات، وهو ما ورد في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2625. وقد كان اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بتقرير المصير، وخصوصا القرارات 1514 و1541 و2625 وكذا الأمثلة المقارنة في العالم حول كيفية تقرير المصير.