سجل الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش بقلق كبير تنامي خطابات التكفير يوما عن يوما خلال الشهور الأخيرة ببلادنا، إذ ارتفعت وبشكل غير مقبول الأصوات المحرضة على سفك دماء الغير والاعتداء البدني على المغاربة، سواء من على منابر المساجد أو عبر دعوات يتم الترويج لها باستعمال مختلف وسائل الاتصال المكتوبة منها والسمعية والبصرية، وباستغلال وسائط التواصل الاجتماعي لتحقيق هذا المبتغى الإرهابي الذي يهدف إلى ترويع أمن المغاربة واستهداف سلامة عدد منهم، ممن لهم آراء مخالفة لأصحاب هاته الدعوات، وذلك تحت مسمى "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وفي هذا الاطار وجه الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، أخيرا، رسائل إلى رئيس الحكومة وزير العدل والحريات العامة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بخصوص فتاوى التكفير التي أطلقها المدعو "أبو نعيم" في حق سياسيين ومسؤولين في الحكومة.
وأوضح الفضاء أن هذه الدعوات تؤكد وبالملموس أننا نعيش مرحلة تكفيرية اعتقد المغاربة بأنه تم القطع معها، هي أشد فظاعة مما عاشه المغرب قبل أحداث 16 ماي الإرهابية، وذلك في ارتداد سافر مخالف لتوجهات المغرب ولقيمه ولثوابته الدينية الحقة، التي ظلت نبراسا وعنوانا على تدين المغاربة لقرون عدة. وقال الفضاء، الذي تأسس عقب أحداث البيضاء الإرهابية، إن تصدر فتاوى التكفير والقتل لواجهة النقاش في مغرب اليوم ما بعد دستور فاتح يوليوز 2011، لهي رد فعل ضد المكتسبات التي يتم تحقيقها يوما عن يوم في مسار الديمقراطية ببلادنا، وضد تعزيز قيم التعايش والتسامح التي تعتبر سمة مميزة للمغرب مقارنة بدول عدة، جعلت منه نموذجا يحتذى به ويضرب به المثل في مجال التعايش بين الأديان.
إن عودة أجواء الإرهاب الفكري والدموي من جديد، يقول الفضاء، غايتها تكميم الأفواه، وإرهاب كل من له تصور مخالف لآراء شيوخ الفتنة والقتل، ومحاولة للتسلط على أدوار المؤسسات الدينية الفعلية، وجعل الشأن الديني في المغرب حكرا على فئة بعينها تفتي فيه انطلاقا من ثنائية الحلال والحرام في تغييب تام للعقل وللاجتهاد ولأي نقاش عقلاني قوامه الأفكار لا التهديد والوعيد. إننا في الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش.