هذا المنظر ليس لقطة لحجاج بيت الله الحرام خلال اداء مناسك الحج بمكة وإنما لأطفال ابرياء، تفتقت عبقرية استاذهم على فكرة تعليمهم طقوس الحج عن طريق دروس تطبيقة (ف اللابوراطوار). الصورة مأخوذة بإحدى المدارس الابتدائية بالرشيدية، حيث يظهر الاستاذ النابغة في مهمة تعليم تلاميذته اواليات الطواف حول الكعبة، وذلك باستخدام نموذج مصغر للحجر الاسود تم صنعه محليا بمساعدة المهندسين المعماريين الذين تزخر بهم تنظيمات الاسلاميين في الاقليم..
هذا المنظر ليس حكرا على الرشيدية، وإنما ينسحب على الكثير من المدارس المنتشرة في ربوع المملكة حيث تتحكم اجنحة واذرع العدالة والتنمية، وباقي التنظيمات الاسلامية، على قطاع التعليم خاصة الابتدائي منه، الذي اصبح حقلا لتجاربهم الاخوانية والوهابية وما إلى ذلك من افكار وسلوكيات كانت إلى وقت قريب غريبة عن المجتمع المغربي..
ماذنب هؤلاء الصغار وما شأنهم بطقوس الحج ورمي الجمرات رجما للشيطان والطواف إلى ذلك من مناسك لن تنفعهم في شيء، لان الحج كما هو معلوم "لمن استطاع غليه سبيلا"، وهذا السبيل ليس بميسّر للأغلبية الساحقة للشيوخ والكبار فما بالك باطفال في عمر الزهور، يريدون اللعب والمرح، والاجدى تلقينهم بموازاة ذلك دروس تطبيقة في العلوم الطبيعية والفيزيائية إلى غير ذلك من مواد تستدعي التطبيق والمختبرات عوض تضييع الوقت في مسائل نعرف جميعا ان الهدف منها هو خونجة المجتمع، عن طريق استيراد بعض النماذج التربوية من المشرق الوهابي واتباح التنظيم العالمي للاخوان المسلمين..
إن فتح الباب امام المعلمين والاساتذة لتجريب "نظرياتهم" العبقرية في فلطات اكباد المغاربة سيشرع هذا الباب امام بناء مسابح صغيرة ومراقص ولو ضيقة داخل المدارس لتعليم الاطفال فن العوم والفتيات خبايا الرقص، ومن يدري لربما تفتقت عبقرية احدهم لتعليم شيء آخر لن يرضى عنه لا ربي ولا عبدو.. اتقوا الله في اولادنا..