قال الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الميلودي مخاريق، اليوم الأحد بالدار البيضاء، أن انتفاضة 8 دجنبر 1952 التي اندلعت إثر اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، جسدت بحق تضامن الشعب المغربي مع كفاحات الشعوب المجاورة والشقيقة ببلدان المغرب العربي، وعبرت عن تشبثها بقيم الوحدة بين بلدان المنطقة التي كانت ترزح تحت قبضة الاستعمار الأجنبي. وأبرز مخاريق، في كلمة بالمناسبة تلاها نيابة عنه عضو المكتب التنفيذي أحمد بهنيس، خلال لقاء نظم احتفالا بالذكرى 61 لهذه الانتفاضة، أن الأحداث التي عرفها المغرب في ذلك اليوم أسهمت بشكل كبير في تعزيز روح المقاومة والكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، مشيرا إلى أنه فور الإعلان عن اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد انطلقت تظاهرات قوية بالدار البيضاء خلفت العديد من الشهداء والجرحى، قبل أن تمتد إلى باقي مدن ومناطق المملكة، وتتوسع في أشكال احتجاجية جديدة قهرت إرادة المستعمر. وأكد بالمناسبة أن المناضل فرحات حشاد، الذي اغتيل في الخامس من دجنبر 1952، كان زعيما نقابيا مغاربيا كبيرا قاد بعزم الحركة النقابية بتونس ومن خلفها الحركة النقابية بباقي أقطار المغرب العربي نحو مجابهة الاستعمار وخوض معركة التحرر والاستقلال. فالأمر، بالنسبة إليه، يتعلق برائد من رواد الحركة العمالية أرسى قواعد العمل النقابي المناضل، وعمل بقوة من أجل تأسيس اتحاد نقابي على مستوى شمال إفريقيا يجمع كل النقابات التي نشأت بالمغرب والجزائر وليبيا. وذكر باتفاق فرحات حشاد والمحجوب بن الصديق عن الاتحاد المغربي للشغل وممثل الاتحاد العام للشغالين بالجزائر على ثلاثة محاور رئيسية منها العمل من أجل استقلال بلدان المغرب العربي وتأسيس مغرب عربي موحد وتوحيد الحركة النقابية المغاربية. وأوضح أن ذلك الاتفاق شكل قاعدة استلهم منها الاتحاد المغربي للشغل، الذي تأسس سنة 1955، دعاماته الرئيسية التي شملت الوحدة والاستقلالية والديمقراطية النقابية، معتبرا أن هذه المبادرة تعكس الروح النضالية التي كان يتمتع بها جيل المقاومة الذي قدم تضحيات جسام من أجل الحرية والانعتاق من الاستعمار، وأن هذه الحقبة من تاريخ المنطقة تحفل بالدروس والعبر التي يمكن أن تستفيد منها الأجيال الصاعدة، والمفعمة بقيم الكرامة والحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وفي بيان تلي بالمناسبة، دعا الاتحاد المغربي للشغل الحكومات بالبلدان المغاربية إلى مواجهة التحديات، وتجاوز الخلافات المصطنعة، وفتح الحدود، وإلغاء التأشيرات بين البلدان المغاربية لتحقيق الاندماج الاقتصادي الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة.
وفي أعقاب هذا اللقاء، توجه وفد يضم أعضاء ومناضلين من الاتحاد المغربي للشغل وشخصيات أخرى إلى مقبرة الشهداء بالدار البيضاء للترحم على أرواح شهداء الحرية والوحدة الوطنية. وشارك في إحياء هذه الذكرى ممثل عن الاتحاد العام التونسي للشغل ووفد تونسي يمثل الطبقة العمالية بتونس وممثلي عدد من الأحزاب السياسية الوطنية وهيئات المجتمع المدني وأعضاء الأمانة العامة للاتحاد.