تخلد أسرة المقاومة وجيش التحرير الذكرى ال58 لأحداث 8 و9 دجنبر 1952 الدامية التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء غداة اغتيال الزعيم النقابي التونسي الشهيد فرحات حشاد, أحد رموز الحركة الوطنية والفعاليات النقابية ببلدان المغرب العربي إبان فترة الكفاح الوطني ضد الاستعمار الأجنبي. وأكدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ,في بلاغ بالمناسبة, أن هذه الذكرى تجسد أروع صور التآزر والتلاحم في مسيرة الكفاح المشترك من أجل الحرية والاستقلال ، كما تعد تعبيرا من الشعب المغربي عن الروح النضالية وقيم التضامن ومشاعر التآزر التي جبل عليها أبناؤه في مواجهة الاحتلال الأجنبي. وبعد أن ذكرت بوقائع المجزرة عندما حاصرت قوات الاستعمار المجتمعين بمقر المركزية النقابية وعرضتهم لشتى أنواع التنكيل والتعذيب واعتقلت المئات منهم , قالت إن استعراض هذه الذكريات تعيد إلى « ذاكرتنا صور التضامن القوي والتلاحم الوثيق بين الأشقاء بالمغرب العربي وتآزرهم واتحادهم في مواجهة الشدائد ومقارعة النوائب إدراكا منهم لأهمية الكفاح المشترك كأداة لحماية مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية» . واستطردت أن «القوى الوطنية والفعاليات النقابية لم تستكن أمام حجم الفاجعة أو تتقهقر بفعل هول المصاب, بل إن اغتيال المناضل فرحات حشاد كان بمثابة النقطة التي أفاضت كأس الاستياء في الأوساط الشعبية الناقمة جراء الفظاعات التي يرتكبها المستعمر في حق الساكنة من اغتصاب للاراضي وهتك للاعراض وتشريد للاسر» . وأكدت أن الجماهير دفعت ثمن انتفاضها واحتجاجاتها فكانت الحصيلة كارثية بسقوط عشرات الضحايا الأبرياء تحت رصاص الشرطة الاستعمارية « غير أن هذه الاحداث لم تكن إلا حافزا لتجذير الحس الوطني ودعم البعد النضالي في صف الجماهير الشعبية وترسيخ العمل النقابي وتنظيمه وتوسيع دائرة ممارسته كآلية لنشر الوعي السياسي والتحريض على مقاومة المستعمر» . وبعد أن عددت مناقب المناضل فرحات حشاد, أكدت أن الإرهاب الاستعماري ترصد لهذا «الوطني الشهم صباح 5 دجنبر 1952 وأخمد أنفاسه متوهما أنه بجريمته النكراء تلك سيتمكن من توجيه ضربة قاصمة لروح الوطنية والأفكار التحررية بالمنطقة المغاربية التي اهتزت شعوبها لهذا الفعل الشنيع. فعمت المظاهرات والانتفاضات ومظاهر الاستنكار حواضر وبوادي وربوع التراب المغاربي». وذكرت أن أسرة المقاومة وهي تحيي هذه الذكرى, فهي تستحضر الآمال التي ظلت الشعوب المغاربية تتطلع إليها منذ عدة عقود بتحقيق الوحدة والتكامل والتي بقيت مجرد مشروع يتأجل باستمرار جراء نزاعات هامشية مفتعلة أو أطماع لفرض الهيمنة والتوسع . وقالت «إن المغرب الذي ظل دائما قلعة شامخة للجهاد وعرينا محصنا للمقاومة والنضال ليجدد استعداده للتعاضد والتضامن مع الاشقاء في أفق بناء الوحدة المغاربية والسعي لتدارك السنوات الضائعة وتجاوز النزاعات المجانية التي ظلت تقف حجر عثرة في وجه اقلاع اقتصادي حقيقي بمنطقة المغرب العربي». ومن جهة أخرى أعلنت المندوبية أنها ستنظم بهذه المناسبة عدة أنشطة منها زيارة لمقبرة الشهداء وتنظيم مهرجان خطابي وندوة علمية حول الوطنية والمواطنة.