مثل الاستقرار السياسي والأمني الذي يحظى به المغرب مقارنة مع دول الجوار كتونس التي تعانى تفاقم الأوضاع السياسية والاجتماعية بين الحكومة والمعارضة وآثارها السلبية على الاقتصاد والاستثمارات، والجزائر التي تشكو بدورها من أجواء غير صالحة يطبعها تحدي غياب الأمن ومشاكل النظام السياسي الذي تطرح عدة علامات استفهام حوله، وكذا ما تشهده مصر من تدهور للأوضاع عامل جذب مهم وجه بوصلة الاستثمارات الأجنبية المباشرة صوب المغرب. وقد ظهر التفوق المغربي في هذا الجانب واضحا من خلال اللائحة التي نشرتها مؤخرا الدورية المتخصصة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة حول العشرة دول الأكثر استقطابا للاستثمارات الأجنبية في أفريقيا (IDE)، والتي صنفت المغرب على رأس أفضل عشرة وجهات استثمارية في القارة السمراء. وتثير الحالة الجزائرية عدة تساؤلات، فبعدما كانت مصنفة ضمن أفضل 10 وجهات لاستقبال الاستثمارات الأجنبية المباشرة على المستوى الأفريقي سنة 2010، فضلا عن تصنيفها ضمن 10 أفضل وجهات لاستقطاب الاستثمارات في جنوب المتوسط برسم نفس السنة برقم معاملات تخطى المليار دولار، إلا أن الجزائر سجلت انخفاضا حادا سنة 2012 في هذا الصدد، على الرغم من توفرها على البيئة السياسية والاقتصادية المواتية نسبيا والصحية مالية التي تتمتع بها، إذ لم تفلت البلاد من الاتجاه العالمي نحو الانخفاض في تدفقات الاستثمارات المباشرة، بحسب تقرير صدر في 26 يونيو عن مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، الذي اعتبر أن من أعطاب الاقتصاد الجزائري التي تحد من الاستثمارات تمركز جل أنشطته في مجال المحروقات، وقد انخفض حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي عرفت ارتباكا في الجزائر خلال الخمس سنوات الأخيرة، إذ انتقلت هذه الاستثمارات من 2,76 مليار دولار سنة 2009 إلى 2,29 مليار دولار سنة 2010 لتستقر في 1,5 مليار دولار سنة 2012. بالمقابل ما فتئ المغرب يسجل ارتفاعا في نسب استقطابه للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهو ما أشارت إليه منظمة الدول الأفريقية للمستقبلAfrican countries of the future 2013/2014 ، التي سجلت ان المغرب من 8,3 بالمائة من مجموع الاستثمارات الموجهة لأفريقيا خلال 2012 محتلا الرتبة الثانية أفريقيا بعد جنوب أفريقيا، ما جعله يتجاوز مصر التي تعرف وضعية سياسية وأمنية متردية، كما رتب المغرب رابعا بعد كل من جنوب أفريقيا ومصر وجزر موريس من حيث توفر المناخ الملائم للاستثمار، بحسب معطيات صادرة عن وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، حيث استقطب المغرب 32 مليار درهم من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وحقق 26 بالمائة منها قطاع الصناعة، والذي اعتبر الوزيرالمسؤول عنه أن المغرب يتوجه نحو اقتصاد ذي قيمة مضافة جد مرتفعة. عبد الناصر الكواي