- تتذكرون المغني العالمي التون جون، الذي شارك في مهرجان موازين السنة الماضية، وخلف حضوره جدلا واسعا، والحملة التي شنتها عنه أصوات محافظة وأصولية متهمة إياه بالشذوذ الجنسي، وكانت من بين تلك الأصوات، قيادات في حزب العدالة والتنمية الحاكم اليوم، لكن لم يعرفوا ادوار الفنان الاجتماعية، فقد طالب المغني التون جون مؤخرا بالتعاطف مع مستخدمي المخدرات بالحقن، معتبرا ان "تهميشهم وتجريمهم" يؤديان إلى تجريدهم من انسانيتهم ويحكم عليهم بالإدمان والمرض. وفي مقابلة عبر البريد الالكتروني مع وكالة فرانس برس، قال نجم البوب البريطاني ان الحقن النظيفة والعلاجات الاستبدالية قد تساهم في حماية مستخدمي المخدرات بالحقن من خطر استهلاك جرعة زائدة او الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب ( ايدز) وقد تساعدهم للتخلص من الادمان.
وأضاف "في الثمانينات والتسعينات، أدى الايدز الى وفاة مئات ألاف الأشخاص بينما لم تحرك الحكومات ساكنا".
وتابع "فبدا واضحا آنذاك، ولا يزال الوضع على حاله اليوم، ان حكومات كثيرة لم تكن تكترث لحياة مواطنيها بسبب تهميش مستخدمي المخدرات وممارسي الجنس وتجريمهم عبثا".
وأجرى المغني الذي اعترف في الماضي للصحافيين بأنه جرب المخدرات هذه المقابلة قبل مؤتمر دولي حول التخفيف من مخاطر الادمان يفترض ان يفتتح اعماله الاحد في فيلنيوس في ليتوانيا.
وتدعم مؤسسة التون جون لمكافحة الايدز هذا المؤتمر الذي سيجمع مئات الباحثين والسياسيين والناشطين والعاملين في مجال الصحة والذي سيناقش مسألة التخفيف من المخاطر التي تهدد مدمني المخدرات الذين يعتبرون من المجموعات السكانية الاكثر عرضة للاصابة بالايدز.
وسيركز المؤتمر ومدته اربعة ايام على بعض المناطق الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة، مثل اوروبا الوسطى والشرقية واسيا الوسطى التي تضم اكثر من 3,7 ملايين شخص يتعاطون المخدرات بالحقن، أي ربع الاشخاص الذين يعتمدون هذه الطريقة في العالم.
وفي اوروبا الوسطى والشرقية حيث ينتشر وباء الايدز بقوة، تعزى ثلاثة ارباع الاصابات الجديدة الى استهلاك المخدرات بالحقن.
وفي روسيا، يعيش نحو 1,5 ملايين شخص مع الايدز، مقابل مئة الف قبل عشر سنوات.
واعتبر التون جون ان المسؤولية تقع على عاتق السياسيين الذين يعملون بدافع الانانية بدلا من التعاطف.
وقال "تم اعتماد قوانين تتجاهل الفقراء ولا ترحم الذين ينتهكون القانون وتهمش المهاجرين والاقليات".
لكنه اضاف انه من الممكن احراز تقدم في هذا المجال، كما حصل في الولاياتالمتحدة.
وشرح قائلا "حظر سياسيون محافظون استخدام الاموال الحكومية لتبادل الحقن. لكن الحكومات المحلية تعدل القوانين للتخفيف من القيود المفروضة على مبيعات الحقن في الصيدليات والسماح للناس بامتلاك الحقن شرعيا. وبفضل اصلاحات النظام الصحي، سيتحسن النفاذ الى العناية الطبية والعلاجات الاستبدالية ووسائل الوقاية من الجرعات المفرطة".
واضاف التون جون ان مؤسسته تنفق مليون جنيه استرليني (770 الف يورو) سنويا للحد من مخاطر ادمان المخدرات في الولاياتالمتحدة، ولا سيما تلك المرتبطة بالنفاذ الى الحقن.
وختم المغني قائلا ان كل انسان قد يقوم بخيار سيئ في مرحلة ما من حياته أو قد يجد نفسه امام وضع يعرضه للخطر او يدفعه الى الحاق الاذى بغيره، كالقيادة المتهورة والتدخين وادمان الكحول والاكتئاب. لا أحد مثالي".