أكد الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري٬ المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف٬ أن الدعم الملكي السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لوكالة بيت مال القدس الشريف يجعلها قادرة على مواصلة تنفيذ مشاريعها الرامية إلى دعم المقدسيين وتحقيق آمالهم في المغرب وفي جلالة الملك ولجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف. وأوضح المدغري في تصريح للقناة التلفزيونية لوكالة المغرب العربي للأنباء تعقيبا على الخروج الإعلامي لأحد قادة حزب الحرية والعدال المصري ينتقد فيه دور لجنة القدس الشريف٬ أن " جلالة الملك بوصفه رئيسا للجنة القدس لا يكتفي بالخطابات بل يدعمنا ماديا ويرجع إليه الفضل في تأسيس مقر وكالة بيت مال القدس الشريف وفي تخصيص ميزانية سنوية لتسييرها ٬ وكذا تمويل عدد من المشاريع من ماله الخاص".
وأكد أنه لولا الدعم المادي لجلالة الملك٬ لما استطاعت الوكالة إنجاز مشاريعها بالنظر للصعوبات التي يعرفها التمويل في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تشهدها عدد من الدول العربية والإسلامية٬ مشددا على أن المغرب٬ البعيد جغرافيا عن منطقة الصراع العربي الإسرائيلي٬ "لا يتاجر بقضية القدس وليست له مصالح في المنطقة٬ ويتجند ملكا وحكومة وشعبا لخدمة قضية القدس والقضية الفلسطينية".
وقال إن لجنة القدس٬ تعمل بشكل منطقي وموضوعي ومبني على دراسة لواقع المدينة المقدسة ٬ كما أن تدخلاتها السياسية تتم على مستوى رفيع٬ مؤكدا أن "المغرب لا يحتكر قضية القدس"٬ إذ أن الباب مفتوح أمام الجميع للعمل وتمويل وإنجاز المشاريع التي تنجز في هذه المدينة٬ كما أن وجود لجنة القدس لا يعفي باقي الجهات من الدفاع عن القدس وهويتها العربية الإسلامية.
وتطرق في هذا السياق٬ إلى تقرير جلالة الملك المفصل عن عمل لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الذي قدم خلال أشغال القمة الإسلامية المنعقدة بالقاهرة في مارس الماضي٬ والذي استعرض فيه جلالته المبادرات السياسية التي قام بها داخل مجلس الأمن ولدى الأمين العام الأممي والاتحاد الأوروبي واليونسكو والفاتيكان٬ فضلا عن العمل الذي قامت به الديبلوماسية المغربية في جميع المحافل الدولية بغية التنبيه إلى خطورة الوضع في القدسالمحتلة وإلى الاختراقات التي تقوم بها إسرائيل من قبيل انتهاكات القانون الدولي٬ حيث حث جلالته في هذا التقرير الموسع٬ رؤساء الدول والمنظمات الدولية على التنبه إلى هذه الانتهاكات وضرورة وقفها.
كما قدم جلالته٬ يضيف المدغري٬ حصيلة عمل وكالة بيت مال القدس الشريف في جميع قطاعات الصحة والتعليم والإسكان٬ مشيرا إلى أن الوكالة التي تعمل على أرض الميدان مع المجتمع المدني المقدسي مسنودة بالتعاون المطلق والدعم السياسي من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية السيد محمود عباس أبو مازن.
وأكد في هذا الإطار٬ على ضرورة تعبئة المجتمع المدني العربي الإسلامي والمسيحي لدعم القدس والمقدسيين٬ من أجل التكامل مع العمل الرسمي٬ مشيرا إلى أن خطة وكالة بيت مال القدس في هذا الإطار تتمثل في توحيد الجهود في إطار " السياسة المدنية العربية الإسلامية المسيحية"٬ تنفيذا لتوجهات لجنة القدس الشريف.
وبخصوص نقص في تمويل المشاريع لفائدة ساكنة القدس٬ قال المسؤول عن وكالة بيت مال القدس إنه يعزى إلى تبعثر جهود الدول الإسلامية والعربية٬ غير أن الوكالة استطاعت إنجاز مشاريع في القدس همت بناء مدارس وترميم أخرى في إطار برنامج المدارس الجميلة٬ وتجهيزها بالحواسيب٬ ودعم جمعيات الشباب والأندية الرياضية٬ وتجهيز مستشفيات عدة بالمعدات والأدوية٬ إلى جانب الشروع في تشييد المركز الثقافي " دار المغرب"٬ وكذا برنامج كفالة 500 يتيم مقدسي.
واعتبر المدغري أن الصراع العربي الإسرائيلي ليس مجرد نزاع حول الأرض أو السياسة٬ بل صراع ثقافي محوره الإنسان٬ ويرتبط بالهوية ومقومات الشخصية العربية الإسلامية بالقدس التي تسعى إسرائيل إلى محوها٬ مما حدا بوكالة بيت مال القدس إلى العمل في الميدان الثقافي حيث تمنح 120 منحة جامعية لطلبة مقدسيين للدراسة بالجامعات وتأسيس مكتبة متخصصة في تاريخ القدس وفلسطين٬ فضلا عن دعم العديد من المشاريع والأنشطة الثقافية داخل وخارج القدس.