اعتبر الموقع الإخباري الإلكتروني "أطلس أنفو"، اليوم الإثنين، أن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الذي أعلن "وفاة" المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، المحاور الرئيسي للسلطات العمومية حول شؤون الدين الإسلامي في فرنسا، "يستبعد الإسلام الفرنسي ويتحالف مع الإسلام القنصلي الجزائري". وسجل الموقع الإلكتروني، في تحليل نشره ردا على تصريحات أدلى بها دارمانان في برنامج تلفزيوني، أنه "دون تحذير أو سابق إنذار، قام وزير الداخلية المكلف بالعبادات بجذب آلية تفجير قنبلة غير مسبوقة في تنظيم الإسلام بفرنسا. لا أقل ولا أكثر، أعلن وفاة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الهيئة الرسمية المسؤولة عن تنظيم العلاقات بين السلطات العمومية وممثلي الديانة الإسلامية في فرنسا". ووفقا للموقع، فإن الأمر يتعلق "بنهج سلطوي، قرار تعسفي ما هو قابل للحياة وما هو غير ذلك"، موضحا أن "جيرالد دارمانان، متدرعا بتردد بعض المنظمات المشكلة للجنة المجلس في التوقيع ميثاق قيم الجمهورية، الذي يرغب فيه الرئيس إيمانويل ماكرون، أعلن أن جميع الهياكل المؤسساتية التي تريدها السلطات لاغية وباطلة". واعتبر أنه بالإضافة إلى الإعلان عنه في وقت غير مناسب، ما أثار تساؤلات وسوء فهم بين معظم الفاعلين في هذا المجال، يعطي وزير الداخلية لقراره تبريرا غريبا، يظهر عند مواجهته بالحقائق، ازدواجية في الخطاب أو على الأقل انفصاما سياسيا في ما يتعلق بهذا الموضوع. وأضاف أن جيرالد دارمانان يبرر هذا المنعطف وهذه الاختيارات" بإرادة رئيس الجمهورية لوضع حد لما يعرف باسم "الإسلام القنصلي" الذي يروج له "الأئمة الجزائريون المنتدبون". وسجل الموقع أنه "غالبا ما ينسب نشر خطاب ديني يتعارض مع قيم الجمهورية إلى هذا +الإسلام القنصلي+، الذي يروج له أئمة جاهلون بالواقع الاجتماعي والسياسي الفرنسي". ولفت إلى أنه "الآن، منذ تعيينه، من نجد في دفتر الملاحظات الصغير لوزارة الداخلية والعبادة ؟ من أصبح المحاور المفضل للوزارة، الذي يهمس في آذان مستشاري الوزير ؟ شخص يدعى شمس الدين حفيظ، عميد مسجد باريس. ومؤخرا، ماذا يفعل هذا "العميد" المشكوك في شرعيته ؟، لقد تم استقباله بضجة كبيرة في الجزائر العاصمة من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون". وفي ختام هذا اللقاء، مبتهجا بالتكريم الرسمي الذي حظي به، أدلى بتصريحات لوسائل الإعلام الجزائرية بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، أعرب فيها عن فخره بنقل الإسلام الجزائريلفرنسا، يضيف الموقع. وأشار إلى أنه حسب بيان رسمي تناقلته الصحافة الجزائرية، فإن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون "أعطى توجيهاته للمسؤول الأول عن مسجد باريس لمواصلة جهوده والرقي بأداء هذه المؤسسة". ولفت المصدر ذاته إلى أن "شمس الدين حفيظ، إمعانا في إخضاع مسجد باريس لأوامر ورغبات الجزائر، أكد، دون أن يرف له جفن، أنه سيطبق خارطة طريق الجزائر على إسلام فرنسا، وسيعبئ الجالية الجزائرية على الصعيد السياسي، عشية الانتخابات الرئاسية لعام 2022"، مضيفا أن جيرالد دارمانان يتظاهر بتجاهل أن الرجل والمؤسسة التي يرأسها مسجد باريس "يجسدان بشكل مثالي هذا الإسلام القنصلي الذي يدعي أنه يحاربه إلى درجة حل المؤسسات". ولاحظ موقع "أطلس أنفو" أن الوزير يتناسى حقيقة إحصائية لا يمكن إنكارها، وهي أن غالبية الأئمة المنتدبين الحاليين يأتون من الجزائر، وهم موظفون في الدولة الجزائرية"، مضيفا أن دارمانان أعلن عن تنظيم متم يناير المقبل، لمنتدى للإسلام في فرنسا قصد إحداث هيكل تمثيلي آخر. وخلص إلى أنه "من الواضح أن دارمانان يتأقلم، بشكل رائع، مع الإسلام القنصلي الجزائري الذي لا يدرك فيه لا المخاطر أو الانحرافات التي يتحمل وزرها علنا مسجد باريس وعميده شمس الدين حفيظ"، معتبرا أن هذه الرؤية الانتقائية للوزير دارمانان "تجعله يخلط الحابل بالنابل، ليصبح مضرمو الحرائق والمغامرون مجسدين للاعتدال المتوافق مع قيم الجمهورية".