بعد إحساسهم بالعزلة على كل المستويات، وفي خضم الانتقادات والهجمات التي يتعرضون إليها من قبل كبريات الصحف والمجلات الفرنسية، لجأ كابرانات فرنسا وأقنعتهم المدنية إلى الإعلام الألماني والروسي لنشر ادعاءاتهم وتسويق أكاذيبهم التي لم يعد أحد يثق بها. فبعد قناة روسيا اليوم، التي لا يكاد يوم يمر دون إدراج خبر أو مقال أو حوار مؤدى عنه مع لعمامرة أو أحد ببغاوات العسكر، ها هي صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تفتح ذراعيها للرئيس الجزائري المعين عبد المجيد تبون للردّ على إيمانويل ماكرون، من خلال ترديد نفس الاسطوانة المشروخة... وقال الرئيس تبون في المقابلة إنه "مستاء للغاية" من نظيره الفرنسي "بسبب تصريحاته "الخطيرة جداً"، مضيفاً: "لا ينبغي المساس بتاريخ الشعوب، ولا يجب أن يهان الجزائريون"، في إشارة إلى طعن ماكرون في تاريخ الجزائر. جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، نشرت في عددها الصادر، أمس الجمعة، و التي أجريتها في 26 أكتوبر الماضي في القصر الرئاسي بالجزائر.. واختارت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية عبارة: "لو يتصل به ماكرون لن يرد ..لماذا؟"، كعنوان للمقابلة التي أجرتها مع تبون العسكر، الذي استبعد عودة العلاقات إلى طبيعتها مع فرنسا بسبب ما وصفها بالتصريحات "الخطيرة جدا" للرئيس إيمانويل ماكرون. الصحيفة سألت تبون العسكر، أو بالأحرى قرأت سؤالا معدا من قبل رؤسائه، هل ستعود العلاقات إلى طبيعتها مع فرنسا قريبا، فرد "لا"، مستطردًا "لا يوجد جزائري سيقبل أن استأنف الاتصالات مع من أطلقوا هذه الشتائم، مضيفا: "لا ينبغي المساس بتاريخ الشعوب، ولا يجب أن يهان الجزائريون"، في إشارة إلى طعن ماكرون في تاريخ الجزائر. وفي 2 أكتوبر الماضي، نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية تصريحات لماكرون اتهم فيها النخبة الحاكمة في الجزائر ب"تغذية الضغينة تجاه فرنسا"، وهو ما اثر غضب جنرالات الجزائر وأقنعتهم المدنية وأبواقهم الإعلامية التي وصفت ب ماكرون ب"الجاهل بالتاريخ". كما طعن ماكرون في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830م، وتساءل مستنكرا: "هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟". ماكرون أضاف أنه "كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي" للجزائر، في إشارة لفترة التواجد العثماني بين عامي 1514 و1830م. وعلى إثر هذه التصريحات، استدعت الجزائر، سفيرها لدى باريس للتشاور، وأغلقت مجالها الجوي، أمام الطائرات العسكرية الفرنسية العاملة في مالي في إطار عملية برخان. إلا أن نظام العسكر أعاد فتح مجاله الجوي، بشهادة العديد من المتتبعين للشأن الجزائري، كما أعاد تعيين سفيره لدى فرنسا بموناكو هذه المرة ولكن مقره بباريس!..