شهد ملف النقل الحضري بمدينة الدارالبيضاء نقلة نوعية على عدة مستويات منذ تولي شركة ألزا البيضاء تدبير حافلات العاصمة الاقتصادية. وباتت المدينة تتوفر على أسطول تعداده 550 حافلة جديدة تتمتع بمواصفات تقنية عالية مع حرص خاص على الجوانب المتعلقة بأمن وسلامة الزبناء. في هذا الحوار يجيب المهدي صفوان، المدير العام لشركة ألزا البيضاء، عن مجموعة من النقاط المتعلقة بتدبير الشركة لملف النقل الحضري بالحافلات بمدينة الدارالبيضاء، مع تركيز خاص على مسألة السلامة وفضاءات استقبال الزبائن وإشكالية الشغب التي تطال الحافلات. نص الحوار، ما هي الأهمية التي توليها شركة ألزا لمسألة السلامة خلال تدبيرها لملف النقل الحضري بالدارالبيضاء؟ منذ انطلاق خدمة النقل الحضري في مدينة الدارالبيضاء، نولي اهتماما كبيرا للجانب المتعلق بأمن وسلامة المستخدمين والزبناء على حد سواء، كما تشكل السلامة قيمة مؤسساتية رئيسية ترتكز عليها ثقافة المقاولة وتحدد طريقة تفاعلها مع مختلف المتدخلين. ولتحقيق هذا الهدف، نعتمد رافعتين أساسيتين، أولا التكوين المستمر للسائقين، وثانيا تجهيز جميع حافلات البيضاء بإدارة ألزا، بمجموعة من الوسائل التقنية واللوجستيكية. وفي هذا السياق، ومنذ بداية سنة 2021، تم تأمين أزيد من 14.500 ساعة من التكوين استفاد منها ما يقارب 1200 سائق وسائقة، ضمنهم ما يناهز 500 مرشحة ومرشح للتوظيف، بهدف تنمية المهارات والقدرات واحترام معايير السلامة والسياقة الآمنة التي تعتمدها مجموعة ألزا الدولية. هذا التكوين موجه بشكل كبير لكل ما يتعلق بالسلامة والأمن، حيث يشمل عددا من المحاور الخاصة بالسياقة الآمنة، وسلامة وراحة الزبناء، إلى جانب المراقبة وعمليات التفتيش والتكوين على السلامة الطرقية. كما تشكل المراقبة والتتبع الميداني عن طريق ك اميرات المراقبة جانبا مكملا لمنظومة السلامة المعتمدة حيث يقوم تقنيو مراقبة الكاميرات بعمليات مراقبة آنية وبعدية تهم كل السائقين بدون استثناء وبشكل مستمر حسب معايير مجموعة ألزا، إضافة إلى مراقبة السرعة وتحديدها في 50 كلم/الساعة، فضلا عن استفادة السائقات والسائقين من دورات تكوينية للتدخل السريع تمكنهم من اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة حالات الحرائق أو الأعطاب التقنية. بعد دخول أسطول جديد حيز الخدمة، ما هي المواصفات التقنية للحافلات التي تؤمن النقل الحضري بالبيضاء؟ كما يعلم الجميع، انطلقت حافلات البيضاء بإدارة ألزا، منذ فبراير الماضي، بأسطول مكون من 400 حافلة جديدة، مع تحديث الأسطول مؤخرا ب100 حافلة جديدة، ليصل المجموع إلى 550 حافلة جديدة، ونتطلع في أفق نهاية السنة الجارية لبلوغ 665 حافلة في أسطول يضم ما مجموعه 700 مركبة. وفي هذا الصدد، يتوفر الأسطول على ثلاثة أنواع من الحافلات Scania Irizar بطول 12 مترا، وMercedes Benz conecto بطولي 12 و18 مترا. الحافلات بطول 12 مترا، تحمل 108 راكبا (29 مقعد مع متسع لوقوف 78 مسافر، مع أماكن مخصصة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة)، الحافلات بطول 18 مترا، تحمل 175 راكبا (32 مقعد مع متسع لوقوف 139 مسافر، وأماكن مخصصة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة). ماهي شروط السلامة التي توفرها هذه الحافلات الجديدة؟ كما سبق الذكر، حافلات البيضاء بإدارة ألزا تمتاز بعدد من الوسائل التقنية المتطورة، لكن، يبقى تكوين السائقات والسائقين على شروط السياقة الآمنة من أولوياتنا. هذه الشروط، نحينها باستمرار من خلال دورات تكوينية للرفع من حس السلامة لدى الجميع. كما توفر حافلاتنا خدمة للأشخاص من الاحتياجات الخاصة، حيث تتوفر الحافلات بمختلف أنواعها على أماكن مخصصة لهذه الفئة من الزبناء، إلى جانب جسر يسهل ركوبهم ونزولهم بكل أريحية. من بين آليات السلامة، نعتمد على نظام مراقبة من 4 كاميرات، وكاميرا للمساعدة على السياقة (الحمولة والرجوع إلى الخلف)، جهازين لإطفاء الحريق، ومقصورة سياقة مضادة للسرقة، بالإضافة إلى نظام إغلاق الأبواب بمستشعرات فائقة الدقة لتفادي الحوادث أثناء صعود وهبوط الركاب، ونظام مضاد لفتح الأبواب في وضعية السير، ونظام منع سير الحافلات في عدم إحكام قفل الأبواب، ونظام انحناء لتقريب الحافلة من حافة الرصيف، ونظام فرملة EBS5، وأيضا نوافذ السلامة مضادة للانعكاس الضوئي. كيف يتم ضمان التتبع المستمر والمراقبة من أجل إبقاء شروط السلامة في مستويات عالية؟ تُعد المراقبة وعمليات التفتيش من بين الإجراءات المهمة داخل شركتنا للحفاظ على أمن وسلامة الجميع. بالإضافة إلى 31 تقني ميداني، نعتمد داخل شركة "ألزا" على خدمات 4 تقنيين في قاعة المراقبة تحت إشراف منسق، يعملون يوميا على مشاهدة ما مجموعه 40 دقيقة خاصة ب 60 فيديو من كاميرات المراقبة، ما يعادل 2400 دقيقة، كما يتم يوميا القيام ب120 عملية مراقبة ميدانية. وفي هذا السياق، تم منذ شهر شتنبر 2020 إجراء ما يناهز 29.500 عملية تفتيش ميدانية، فضلا عن إحداث لجنة حوادث السير الأسبوعية. كيف تواجه شركة ألزا أعمال الشغب التي تطال الحافلات؟ تبذل سلطات الدارالبيضاء قصارى جهدها للحد من مظاهر الشغب التي تتعرض لها وسائل النقل العمومية، بما في ذلك، حافلات البيضاء بإدارة ألزا. وتسجل حافلاتنا ما معدله 6 أعمال تخريبية بشكل يومي، أي 180 تخريب شهريا، كما أن 52% من الحوادث المسجلة مرتبطة بعمليات التخريب، لكن، ومع ذلك نلمس تراجعا ملموسا في هذه الأعمال نتيجة الحملات التحسيسية، والعمل الكبير الذي تقوم به مختلف الجهات الفاعلة في قطاع النقل الحضري في مدينة الدارالبيضاء. ومنذ بداية العمل بالأسطول الجديد، ودخول حافلاتنا إلى العاصمة الاقتصادية، وإضفائها جمالية على المدينة، سجلنا تجاوبا إيجابيا من طرف المواطنين والمواطنات الذي يحرصون بدورهم في الحفاظ على هذه الخدمة المشتركة، ونتمنى أن يواصلوا على هذا المنوال. ونود من خلال الجواب على سؤالكم التأكيد أن تخريب حافلة واحدة يؤثر على مستوى الخدمة التي نقدمها للبيضاويين والبيضاويات، وتتسبب هذه العمليات في توقف الحافلات عن الخدمة مع تسجيل اختلالات في شبكة النقل، كما يعرض حياة الركاب للخطر. والواقع، أن أعمال الشغب فعل بغيض يخلق جوا من انعدام الأمان في صفوف المواطنات والمواطنين الراغبين في الاستفادة من هذه الخدمة، كما يحد من استمتاع جميع سكان الدارالبيضاء من المؤهلات المشتركة بين جميع الأفراد. وأخيرا، نستغل الفرصة لنعاود التذكير بأن خدمة النقل الحضري عبر الحافلات هي خدمة عمومية، والحفاظ عليها مسؤوليتنا أفرادا وجماعات. كيف يتم تطوير فضاءات استقبال المواطنين (محطات الوقوف، الوكالات التجارية) لتتماشى مع الجيل الجديد من الحافلات؟ من أجل ضمان خدمة نقل ترقى لتطلعات البيضاويات والبيضاويين، عملت ألزا البيضاء على تجهيز 1840 محطة وقوف باللونين الأسود والأصفر اللذان يحيلان على هويتنا البصرية والتي سيشرع في تثبيتها بشكل تدريجي في الأاسابيع القادمة. كما يتم إعادة تجهيز 4 وكالات تجارية بطريقة عصرية تضمن مختلف شروط الراحة والسلامة لاستقبال الزبناء في أحسن الظروف. ووضعت شركة ألزا البيضاء منذ فبراير الماضي، رهن إشارة زبائنها مركزا خاصا بخدمتهم، يضع في صلب اهتماماته هدفا رئيسيا يتمثل في إعطاء أجوبة على كل أسئلتهم، إضافة لإعطاء معلومات واضحة حول نظام النقل والأسعار ومواعيد الرحلات والمسارات، إلى جانب الإنصات ومعالجة الشكايات المحتملة والمقترحات، حيث يمكن التواصل مع خدمة الزبناء طيلة أيام الأسبوع على الرقم 0520.55.20.55. وفي نفس الاتجاه، سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة إطلاق موقع إلكتروني وتطبيق على الهاتف المحمول، بغرض تقديم خدمات موازية والتواصل أكثر مع الزبناء. عن دوزيم