قال خليل عبد الله الخنجي٬ رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي٬ "أن البلدان الخليجية الست والمملكة المغربية تعمل على إنشاء صندوق مشترك لتوفير الأمن الغذائي بقيمة ستصل إلى مليار دولار" وأوضح الخنجي في مؤتمر صحفي عقده على هامش انعقاد مؤتمر غرف التجارة العالمي الذي أختتم اشغاله أمس الخميس في الدوحة٬ أن الصندوق المذكور "سيبدأ مبدئيا بمبلغ 100 مليون دولار مناصفة بين الدول الخليجية والمغرب ليخصص للاستثمار لدى الأخيرة".
وأكد الخنجي أن العلاقات الخليجية المغربية شهدت تقاربا خلال السنوات الماضية أسهم في إحداث طفرة نوعية في الاستثمارات الخليجية المباشرة.
وأوضح في هذا الصدد أن حجم التجارة البينية بين المغرب والسعودية بلغ 8ر2 مليار دولار سنة 2011٬ مشيرا الى أن الاستثمارات السعودية تزايدت بنسبة 7ر172 في المائة ما بين 2010 و2011٬ وشهدت تنوعا حيث ولجت في السنوات الأخيرة إلى مجالات جديدة كاستغلال الطاقة الشمسية عوض الاقتصار على الاستثمار في القطاعات العقارية والسياحية والبتروكيماوية.
أما بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة٬ فقد أفاد الخنجي بأن معدل التبادل التجاري غير النفطي بينها وبين المغرب ارتفع خلال سنة 2011 بنسبة 226 في المائة٬ مقارنة مع سنة 2010٬ مبرزا ان الميزان التجاري كان لصالح المغرب٬ حيث ارتفعت صادراته إلى دولة الإمارات بنسبة 390 في المائة.
وبهذه الأرقام٬ يقول المسؤول الخليجي٬ فإن الإمارات العربية شكلت الشريك التجاري الأول للمغرب بين دول الشرق الأوسط.
أما بخصوص دولة قطر٬ فذكر الخنجي بأنها وقعت مع المغرب في 24 نوفمبر 2011 على اتفاقية لإنشاء صندوق للاستثمار المشترك بقيمة ملياري دولار بهدف مساعدة الرباط على تمويل المشاريع التنموية الكبرى.
وبعد أن أشار الى أن هذا التطور الحاصل "أمر إيجابي"٬ سجل الخنجي أنه رغم ذلك "يظل غير كاف ودون مستوى تطلعات دول الخليج مع المغرب٬ حيث ما زال هناك ضعف واضح في الاندماج الأفقي لاقتصادات المغرب ودول الخليج٬ كما أنه ورغم حجم الاستثمارات الخليجية فإنها لم تتعد في أحسن الأحوال 30 في المائة٬ بل تقلصت في بعض السنوات إلى حدود 15 في المائة".
كما سجل في هذا الصدد أن "المجال الصناعي والتصدير الفلاحي والزراعي بالمغرب ما زال موجها نحو أوروبا٬ في حين أنه لا توجد حتى الآن خطوط نقل بحرية منتظمة بين المغرب ودول الخليج".
وأشار الى أن وفدا من اتحاد الغرف الخليجية وغرفة قطر قام مؤخرا بزيارة استطلاعية لمدينة طنجة لدراسة السوق المغربية وتم استكشاف العديد من المشاريع في المناطق الحرة والسياحية٬ مبرزا وجود نحو 150 شركة عالمية تعمل في طنجة نظرا لموقعها الجغرافي المتميز.
وأضاف الخنجي أن الشركات الخليجية ستعمل بتنسيق مع نظيراتها المغربية بهدف إنجاح الاستثمارات الخليجية لتكون لبنة أولى في مسيرة العمل العربي المشترك.
وفي معرض حديثه عن فعاليات الملتقى الثالث للاستثمار الخليجي المغربي الذي ستحتضنه طنجة في الفترة ما بين 6 و8 ماي المقبل٬ توقع أن يعرف الملتقى مشاركة 120 شركة خليجية و250 شركة مغربية من مختلف القطاعات (السياحة٬ العقار٬ الطاقة٬ النقل٬ اللوجستيك٬ الزراعة والصناعات الغذائية)
وأوضح أن الملتقى سيعقد تحت شعار شراكة استراتيجية لبناء اقتصاد المستقبل٬ وذلك بمبادرة من اتحاد الغرف الخليجية وجامعة غرف التجارة والصناعة المغربية وجهة طنجة- تطوان٬ ومجلس مدينة طنجة وغرفة تجارة وصناعة وخدمات ولاية طنجة والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات ووكالة الخليج العربي للإعلام والاتصال.