في غمرة الحرائق التي تجتاح غابات الجزائر منذ 3 أيام، برز اسم طائرة "كنداير" الأكثر كفاءة عالميا في مجال إخماد ألسنة اللهب، وذلك بعدما ساهمت في منع حدوث كارثة مماثلة في منطقة زاكورة أول أمس الثلاثاء، قبل أن يعلن بلاغ لوزارة الخارجية المغربية أن الملك محمد السادس أمر بتعبئة طائرتين منها للمشاركة في عمليات الإنقاذ في الجزائر بمجرد الحصول على موافقة السلطات هناك. وهذه الطائرة، التي كانت الفاعل الرئيس في السيطرة على ألسنة النيران التي شبت في واحات زاكورة، يُعد المغرب البلد الوحيد في إفريقيا وفي العالم العربي الذي يمتلك مثلها، وفق معطيات شركة "بومبارديي" الكندية المُصَنِّعة التي يوجد مقرها في مونتريال بإقليم "كيبيك"، إذ تؤكد الأرقام الخاصة بسنة 2019 أن المملكة تتوفر على أسطول مكون من 5 طائرات من طراز CL 415، والتي يُقدر سعر الواحدة منها بأكثر من 40 مليون دولار. وبدأ المغرب مخططه للحصول على أسطوله الخاص من هذه الطائرات قبل أكثر من 10 سنوات، وكان قد حصل على أول طائرة في فبراير من سنة 2011، وبالنظر لكفاءتها عقد مع الشركة الكندية صفقة لتزويده تدريجيا ب4 طائرات أخرى منها بقيمة إجمالية وصلت إلى 162 مليون دولار، وحصل بالفعل على الطائرة الثانية بسرعة وتحديدا في ماي من سنة 2011، ثم الثالثة في فبراير 2013 والرابعة في ماي 2013، قبل أن يتسلم الطائرة الخامسة في شتنبر 2013. وبذلك انضم المغرب لقائمةٍ من 12 دولة فقط تمتلك هذه الطائرات، في مقدمتها كندا التي تتوفر على 63 طائرة منها، وإسبانيا التي تملك 25 طائرة وإيطاليا صاحبة الأسطول المكون من 19 طائرة واليونان ب18 طائرة وفرنسا ب12 وتركيا ب9 وكرواتيا ب6، في حين تملك الولاياتالمتحدةالأمريكية 4 طائرات منها وماليزيا طائرتان أما كوريا الجنوبية وتايلاند فتملك كل دولة منهما طائرة واحدة. وطائرة "كاندير CL 414" التي تصل سرعة طيرانها إلى 377 كيلومترا في الساعة على علو يصل إلى 4500 متر، تتميز بالعديد من الخصائص التي تساعدها في التغلب على كوارث الحرائق بسرعة، فهي قادرة على نقل ما يصل إلى 6137 لترا من المياه في كل جولة إقلاع بفضل توفرها على خزانين تتجاوز سعة الواحد منهما 3000 لتر، ويمكنها نقل الماء من أي مصدر للمياه السطحية يتجاوز عمقه مترا و40 سنتيمترا، ولا تحتاج سوى إلى 12 ثانية على الأكثر للتزود بالماء بشكل كامل.