انضاف نجاح آخر لقائمة نجاحات المغرب في إدارته لجائحة فيروس كورونا، حيث ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الاثنين، بالقصر الملكي بفاس، حفل إطلاق وتوقيع اتفاقيات تتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد- 19 ولقاحات أخرى بالمغرب. وتعد هذه المبادرة ترجمة لرغبة ملكية في ضمان السيادة الصحية والدوائية للمملكة في ظل مناخ دولي متقلب تطبعه الاضطرابات المتكررة في سلاسل التزويد بسبب الطلب المتزايد على اللقاحات، حيث يهدف هذا المشروع إلى إنتاج اللقاح المضاد لكوفيد ولقاحات أخرى رئيسية بالمملكة لتعزيز اكتفائها الذاتي، بما يجعل من المغرب منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على الصعيد القاري والعالمي في مجال صناعة "التعبئة والتغليف". وباستثمار إجمالي قدره 500 مليون دولار، يهدف المشروع الذي يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص إلى إطلاق قدرة أولية على المدى القريب لإنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 شهريا، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجيا على المدى المتوسط، وذلك بشراكة مع مجموعة "سينوفارم" الصينية وشركة "ريسيفارم"، وشركة "سوطيما" المغربية المتخصصة في صناعة الأدوية، من الجانب المغربي. ووصف حمزة اكديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب، المبادرة الملكية ب "التاريخية"، والتي تنضاف إلى باقي المبادرات في المجال الصحي التي تم إطلاقها بتوجيهات ملكية منذ ظهور الوباء بالمملكة، مؤكدا أن هذه الخطوة ستضمن للمغرب نوعا من الاستقلالية بخصوص التزود باللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19. وأوضح ذات المتحدث في اتصال مع موقع القناة الثانية أن الجائحة دفعت بالقائمين على المجال الصحي حول العالم إلى تغيير نظرتهم بخصوص قطاع تصنيع الأدوية، خاصة وأن 95 بالمئة من المواد الأولية التي تدخل في تركيب الأدوية يتم تصنيعها في الدول الأسيوية، وبالتحديد بالصين، حيث شهد الطلب على هذه المواد ارتفاعا منقطع النظير خلال أزمة كورونا، ما أدى إلى تسجيل انقطاعات في التزويد، وهو ما أجبر مجموعة من الدول إلى التوجه صوب الاستثمار في التصنيع المحلي لهذه المواد نتيجة الإحساس بالخطر ورغبة في ضمان الاكتفاء الذاتي، وهو ما يحاول المغرب القيام به من خلال هذه المبادرة. ويرى اكديرة أن راهنية هذه المبادرة تأتي أيضا في سياق لا يعرف فيه تاريخ محدد لاحتواء الجائحة، وهو ما يبرر تسريع التوجه نحو إرساء لبنات تصنيع اللقاح محليا، وذلك من أجل ضمان التوفر على كميات كافية لتطعيم المغاربة ضد الفيروس التاجي، كما يمكن لهذا المشروع الوطني أن تكون له أبعاد إقليمية وقارية، وذلك من خلال تحول المغرب لمنصة لتصدير اللقاحات إلى مختلف دول القارة الافريقية، وذلك في إطار التعاون جنوب - جنوب.