قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن مثول المدعو ابراهيم غالي، غدا الثلاثاء فاتح يونيو، أمام المحكمة الوطنية العليا الإسبانية، لا يشكل جوهر الأزمة الخطيرة بين المملكة المغربية واسبانيا، رغم أنه يشكل بالتأكيد تطورا يأخذ المغرب علما به. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية، توصلت تليكسبريس بنسخة منه اليوم، بخصوص الأزمة المغربية الإسبانية. وجاء في البيان ذاته، "يمثل المدعو غالي، غدا الثلاثاء فاتح يونيو، أمام المحكمة الوطنية العليا الإسبانية. هذا المثول يشكل بالتأكيد تطورا يأخذ المغرب علما به. لكنه لا يشكل جوهر الأزمة الخطيرة بين البلدين الجارين" . واعتبرت الخارجية المغربية أن "هذا المثول أمام القضاء يأتي ليكشف الوجه الحقيقي ل"البوليساريو" مُجسَدا في زعيم ارتكب جرائم بشعة، واغتصب ومارس التعذيب وانتهك حقوق الإنسان وحرض على ارتكاب أعمال إرهابية"، مضيفة أن "جوهر المشكل هو مسألة ثقة تم تقويضها بين شريكين" وأن جوهر الأزمة "هو مسألة دوافع خفية لإسبانيا معادية لقضية الصحراء، القضية المقدسة لدى الشعب المغربي قاطبة" وإذا كانت الأزمة بين المغرب وإسبانيا، يضيف بيان الخارجية المغربية، "لا يمكن أن تنتهي بدون مثول المدعو غالي أمام القضاء، فإنها لا يمكن أن تُحل بمجرد الاستماع له. إن الانتظارات المشروعة للمغرب تتجاوز ذلك. فهي تبدأ بتقديم توضيح لا لبس فيه من قبل إسبانيا لخياراتها وقراراتها ومواقفها". هذه الأزمة، تقول الوزارة، "تطرح من جهة أخرى مسألة الاتساق في المواقف. ذلك أنه لا يمكن أن تحارب الانفصال في بلدك وتشجعه في بلد جار لك". وبعيدا عن حالة المدعو غالي، يقول بيان الخارجية، "فقد كشفت هذه القضية عن مواقف إسبانيا العدائية واستراتيجياتها المسيئة تجاه قضية الصحراء المغربية، وأظهرت تواطؤات جارنا الشمالي مع خصوم المملكة من أجل المساس بالوحدة الترابية للمغرب". "فمراعاة لهذا الاتساق إزاء نفسه أولا، ثم إزاء شركائه، لم يسبق للمغرب أن استغل مطلقا النزعة الانفصالية. لم يشجع عليها أبدا ويوظفها كورقة في علاقاته الدولية، وخاصة مع جيرانه"، يقول البيان مضيفا أنه "في هذا الصدد، ظلت سياسة المغرب تجاه إسبانيا واضحة. فخلال الأزمة الكطلانية، لم يختر المغرب البقاء على الحياد، بل كان من أوائل من اصطفوا بحزم، وبشكل واضح وقوي، إلى جانب الوحدة الترابية والوحدة الوطنية لجاره الشمالي". وأكد البيان أن "المغرب أبدى على الدوام تضامنه مع إسبانيا. هناك بالطبع صعوبات طبيعية مرتبطة بالجوار، بما في ذلك أزمات الهجرة الدورية. ومع ذلك، لا ينبغي لهذه الصعوبات أن تنسينا أبدا أن التضامن يمثل بالنسبة للشراكة، ما تمثله الموثوقية بالنسبة لحسن الجوار، والثقة بالنسبة للصداقة"، مشيرا إلى أن "هذا التضامن هو الذي أظهره المغرب دائما تجاه إسبانيا. والتاريخ الحديث يخبرنا بأن المبادرات كانت كثيرة". وتساءل البيان:"كيف يمكن، بعد كل هذا، الحديث بشكل جدي عن تهديدات وعن ابتزاز عند استحضار تصريح سفيرة صاحب الجلالة في مدريد؟ وختم بالقول بأن "الصراحة لم تكن أبدا بمثابة تهديد، والدفاع المشروع عن المواقف لا يمكن اعتباره مرادفا للابتزاز".