كشف تقرير حديث، نشرت الغارديان البريطانية، عن أن منظمة العفو الدولية، المعروفة اختصارا بأمنستي، تعتمد ثقافة عنصرية منحازة للبيض، ويستخدم كبار المسؤولين كلمة "نيكرو"، أي أسود، ناهيك عن سلوك عدواني تجاه زملائهم السود. جاء هذا في بيان لثمانية من كبار المسؤولين الحاليين والسابقين في منظمة العفو الدولية بالمملكة المتحدة، الذين تحدثوا عن تجاربهم الخاصة في التمييز العنصري، ودعوا كبار المسؤولين للتنحي. وقالت كاثرين أودكويا، "لقد انضممنا إلى منظمة العفو على أمل شن حملة ضد انتهاكات حقوق الإنسان ، لكننا شعرنا بخيبة أمل لأننا أدركنا أن المنظمة ساعدت في الواقع على إدامتها". وقد قدم ممثلون من فرعي المنظمة الحقوقية، التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها، اعتذارهم وتعهدوا بإجراء تغييرات ، وقال مدير المنظمة " الحقيقة المزعجة تتمثل في أننا لم نكن جيدين بما فيه الكفاية". وقد تم الشروع في هذه المراجعة الداخلية للمنظمة عقب حركة "حياة السود مهمة"، وأكدت المراجعة عدة أمثلة عن عاملين لديها أبلغوا عن أفعال عنصرية، تتمثل في استعمال كبار الأطر لكلمات عنصرية في حق السود والنساء، وإذا اشتكى أي من زملائهم يتهمونه بالحساسية المفرطة. وسجل التقرير التحيز المنهجي ضد السود، حتى لو كانت لديهم القدرة على إجراء المقابلات، حيث يشعرون بأنه يتم استبعادهم من المشاريع التي تنجز المنظمة. كما تم ضبط قلة الوعي أو الحساسية للمارسات الدينية التي تؤدي إلى تعليقات وسلوكيات إشكالية، ناهيك عن السلوك العدواني والمحتقر، الذي يتم عبر البريد الالكتروني الموجه لمكاتب جنوب العالم، ففي يونيو من العام الماضي أرسل المجلس الدولي للمنظمة رسالة إلى الموظفين الذين كانوا يناقشون "حياة السود مهمة"، حيث قال البريد إن العنصرية جزء لا يتجزأ من النموذج التنظيمي للهيئة الحقوقية الموروث عن الحقبة الاستعمارية، وعلى الرغم من بعض التغييرات الملحوظة في السنوات الأخيرة، فقد ظل التحكم والتأثير على الموارد وصنع القرار في يد الأغلبية البيضاء في الشمال. وقد صدر التقرير، الذي أجرته شركة الافتحاص هوليت براون، في 46 صفحة في أكتوبر 2020، لكن لم يتم نشره في الصحافة، الذي ركز على الأمانة الدولية، والذي لاحظ أن الوجه الخارجي للمنظمة يختلف تماما عن الوجه الداخلي. وجاء في بيان صادر بموازاة صدور التقرير إن قيادة التحالف في المنظمة يشعر بتأنيب الضمير من النتائج، معترفة بأن العنصرية والتمييز العنصري ضد السود موجودة في المنظمة. واعترف موظفون في لندن، يوجد مكتبهم منفصلا عن الأمانة الدولية، عن ارتكاب أفعال عنصرية مثل الأمانة الدولية، ووصفوا شعورهم بالتجريد من الإنسانية بسبب عرقهم. وفي بيان مشترك، دعا إثنان من الموظفين الحاليين وستة سابقين المدير وفريق الإدارة إلى الاستقالة قائلين إن الإدارة كانت على علم بالعنصرية والظلم الذي تعرض له موظفون من الأقليات العرقية. وقالت أودوكويا، التي اشتغلت في حملات كثيرة وفرق تنظيم المجتمع، إنها بصفتها إمرأة سوداء كانت مرهقة عقليا باستمرار أثناء التنقل في بيئة معادية ومظلمة، مؤكدة وجود طبقة وسطى بيضاء مهيمنة التي يبدو أنها محمية. وأشارت إلى أنها رفعت شكوى بشأن التمييز العنصري والجنسي ، سنة 2019. وقال كيران ألدريد، الذي عمل في منظمة العفو الدولية في بريطانيا حتى عام 2018 ، إن موظفي الأقليات العرقية تم التغاضي عن ترقياتهم. وكانت كيت ألين، مديرة المنظمة بالمملكة المتحدة، قالت إنه كانت هناك انشغالات خطيرة ومثيرة للقلق ، وفي حين أنها لم تستطع مناقشة الحالات الفردية ، فإن مزاعم التمييز ستؤخذ على محمل الجد وسيتم التحقيق فيها. وقالت: "نحن نعلم أن العنصرية المؤسسية موجودة في بريطانيا ، وكأي منظمة أخرى لسنا في مأمن من هذه المشكلة الحقيقية للغاية". وأضافت قائلة "نحن ندرك أننا لم نفعل ما يكفي لضمان أن تكون منظمتنا شاملة حقًا حيث يتلقى الجميع نفس المستوى من الاحترام والفرص".