كل من يتتبع برامج قناة فرانس24، سيلاحظ بسهولة أن مقاربتها للأوضاع بكل من الجزائر والمغرب بعيدة كل البعد عن الحياد وتخل في الغالب الأعم بالمبادئ الأخلاقية لمهنة الصحافة. هذه الملاحظة، التي تفقأ عين كل مشاهد ولو لم يكن متخصصا أو له دراية بمهنة الصحافة والإعلام، سبق أن أثيرت من طرف المراقبين الموضوعيين في العديد من المناسبات، والذين كشفوا الوجه الحقيقي لهذه القناة التابعة لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، واسقطوا القناع عن ما تدعيه من مهنية وموضوعية في تناول الشؤون المتعلقة بالمغرب والجزائر. ففي مقابل الإطراء والثناء الذي تخص به النظام العسكري الجزائري، وقناعه المدني عبد المجيد تبون، تحاول القناة دائما تشويه صورة المغرب من خلال تحريف الوقائع واستدعاء الضيوف الذين يكنون عداء مرضيا للمغرب، وبث كل ما هو سلبي حول المملكة في وقت لا تجرؤ فيه على تسليط الضوء على معاناة الشعب الجزائري مع "العصابة" المتحكمة في رقابه منذ انقلاب محمد بوخروبة(الهواري بومدين) في ستينيات القرن المنصرم. آخر دروس في المهنية المفترى عليها، نشرتها البوابة الالكترونية للقناة على شكل تحقيق بالصور، في 3 مارس الجاري وأعادت تحديثه اليوم الخميس، وجاء تحت عنوان " الجزائر: الحراك الشعبي يعود إلى الشارع... وتعود معه الصور المضللة"، وحاولت من خلاله رصد ما أسمته ب"صور خادعة" يتم تداولها منذ بضعة أيام على وسائل التواصل الاجتماعي بمناسبة عودة الحراك الشعبي في الجزائر. موقع القناة قام بمجهود يشكر عليه، وهو مثال لما يجب أن يقوم به الصحافي/ة المهني/ة، لمحاربة الأخبار الكاذبة والصور والفيديوهات المفبركة. لكن، هذا الإنجاز سنكون أول من يصفق له لو ان الأمر يتعلق فعلا بهاجس إجلاء الحقيقة وإخبار الرأي العام بما يجري حقيقة في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وما يعيشه الشعب هناك من أوضاع كارثية جعلته ينتفض منذ حوالي عامين، ويستأنف مسيراته هذه الأيام بمناسبة الذكرى الثانية للحراك المطالب برحيل نظام الجنرالات وكل رموزه الفاسدة.. سنثق في قناة فرانس24، ونعتبر ما قامت به يدخل في إطار المهنية التي تدعيها زورا، لو أننا لمسنا منها نفس المقاربة والجهد بخصوص المقالات والتغطيات المتعلقة بالمغرب، خاصة ان نظام العسكر الجزائري بث ونشر عبر أبواقه الإعلامية وذبابه الالكتروني العديد من الصور والفيديوهات المفبركة والأخبار الزائفة حول ما يقع بالصحراء المغربية قبل وبعد تدخل الجيش المغربي في معبر الكركرات لطرد مرتزقة وقطاع طرق تابعين لانفصاليي البوليساريو الذين تدعمهم الجزائر وتغدق عليهم من ريع النفط والغاز لاستفزاز المغرب وعقلة جهوده التنموية سواء في الداخل او في عمقه الإفريقي... وكلنا يتذكر الفيديوهات المفبركة التي قام التلفزيون الرسمي الجزائري ببثها حول الحرب المزعومة، التي ادعى أنها حامية الوطيس بمحاذاة الجدار الأمني المغربي، وكذا الأخبار الكاذبة وبلاغات البوليساريو حول "غاراته وانتصاراته الوهمية" على الجيش المغربي، والتي لا يمل الإعلام الجزائري، وعلى رأسه وكالة الأنباء الرسمية، من نشرها وبثها على مدى 24 ساعة دون توقف. كل هذا الكم الهائل من الأخبار الزائفة لم تعره قناة فرانس24 الجزائرية أي اهتمام ، وهو ما يكشف أنها بعيدة كل البعد عن المهنية والمبادئ الأخلاقية للصحافة وأن كل ما تقوم به لا يعدو أن يكون مجرد تلميع لصورة الجنرالات، وبالمقابل ابتزاز المغرب وهي سلوكيات وأفعال مقيتة يقوم بها المرتزقة آو الخونة مقابل عمولات مالية، أو يتم تصريفها عبر قنوات إعلامية رسمية تابعة للنظام العسكري الجزائري، وهو ما يجعلنا نعتقد أن القناة الفرنسية تقع أيضا تحت وصاية وزارة بوقادوم وليست تابعة فقط لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وأن الدفاع عن مصالح فرنسا يستدعي بالضرورة وبكل بساطة حماية مصالح الجنرالات في الجزائر.. لقد سقط القناع عن مسؤولي القناة واتضح ان ما يقومون به ضد المغرب مجرد ابتزاز ولا علاقة له بالإعلام والصحافة...