ينفرد المغرب في علاقاته مع إسرائيل مقارنة بالبلدان العربية الأخرى، بكون المملكة تربطها علاقة يهودية قديمة وعميقة. وتعود أصول الجالية اليهودية المغربية إلى أكثر من 2500 عام. في العصور الوسطى، بعد محاكم التفتيش الإسبانية ومرسوم قصر الحمراء لعام 1492 ، أُجبر اليهود على الفرار إلى المغرب، حيث رحب بهم المجتمع المغربي. في الأربعينيات من القرن الماضي، كان يعيش في المغرب ما بين 250.000 و 350.000 يهودي، ضمن أكبر جالية يهودية في العالم الإسلامي. وفي عز تغول النظام النازي في أوروبا وشمال إفريقيا، قاوم السلطان الراحل، محمد الخامس، الضغط النازي لترحيل اليهود، معتبرا إياهم مواطنين مغاربة. وهكذا أصبحت المملكة ملجأ ووجهة عبور لليهود الأوروبيين الفارين من النظام النازي في أوروبا. حتى بعد رحيلهم إلى دولة إسرائيل، التي تأسست عام 1948، احتفظ عدد كبير من اليهود المغاربة بتقاليدهم وارتباطهم بالمغرب. واليوم، يوجد حوالي مليون إسرائيلي من أصل مغربي، والعديد منهم أصبحوا شخصيات سياسية بارزة. إن هذا الارتباط اليهودي العميق هو ما يمكن للمغرب أن يجلبه إلى طاولة المفاوضات اليوم. يمكن للمغرب التواصل مع اليهود المغاربة في إسرائيل لسد الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أن مكانة الملك محمد السادس، باعتباره أميرا للمؤمنين، وسليل الدوحة النبوية، ومكانته رئيسا للجنة القدس، وعلاقته الجيدة مع السلطة الفلسطينية تعزز شرعية المملكة كوسيط للسلام في الشرق الأوسط. إن فرص التنمية الاقتصادية والتعاون السياسي وتعزيز السلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نادرة، لذلك فإن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، واستئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل يمكن أن يعزز نوعًا من السلام يتعدى غياب الحرب، وبالتالي تهيئة الظروف للتعاون السياسي والاقتصادي بين فاعلين متعددين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.