تفرض جائحة كورونا نفسها ضيفا ثقيلا للموسم الثاني تواليا على فعاليات دوري أبطال افريقيا لكرة القدم، والتي تنطلق الجمعة بنسختها السابعة الخمسين بمشاركة 16 ناديا في دور المجموعات بعد انتهاء الادوار التمهيدية. وكان الأهلي المصري تو ج بلقبه التاسع في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي معززا رقمه القياسي، على حساب غريمه التقليدي الزمالك 2-1 على ملعب القاهرة الدولي. وارجأ الاتحاد الافريقي "كاف" لقاء الأهلي وضيفه المريخ السوداني الى 16فبراير الجاري ضمن المجموعة الأولى، بسبب مشاركة النادي المصري في كأس العالم للأندية، حيث سيخوض مباراة تحديد المركز الثالث الخميس ضد بالميراس البرازيلي. ويلتقي في المجموعة عينها فيتا كلوب الكونغولي الديموقراطي مع ضيفه سيمبا التنزاني. أما تأثير الجائحة فتجلى في تعطيل مباراة الوداد البيضاوي المغربي وضيفه كايزر تشيفس الجنوب أفريقي، إذ وج ه الاتحاد المغربي طلبا إلى نظيره الإفريقي "لتأجيل المباراة أو إجرائها في بلد آخر"، وذلك بناء على طلب من السلطات المحلية "بسبب السلامة الصحية المرتبطة بالتطورات الاخيرة لكوفيد 19". وكان مقررا ان تصل بعثة كايزر تشيفس صباح الخميس الى الدارالبيضاء على متن الخطوط القطرية، غير أنها لم تستلم التأشيرات من السفارة المغربية، بناء لقرار السلطات المغربية بتعليق الرحلات الجوية مع جنوب إفريقيا ودول أخرى، كإجراء وقائي ضد انتشار إصابات بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا. وتدخل المباراة المقررة على ملعب محم د الخامس في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة التي تشهد مواجهة حورويا كوناكري الغيني وبترو أتلتيكو الأنغولي الجمعة. وتتجه الأنظار الى ستاد القاهرة الدولي، حيث يبدأ الزمالك وصيف بطل النسخة الأخيرة، محاولة جديدة من أجل نيل اللقب السادس في تاريخه والأول منذ 2002، إذ يستضيف مولودية الجزائر الجزائري في مجموعة رابعة حديدية تضم أيضا الترجي التونسي وتونغيث السنغالي. ويدرك فريق "القلعة البيضاء" ان المواجهة ستشكل مؤشرا لمشواره في البطولة، ولا سيما بعدما أجرى تغييرات على تشكيلته التي خسرت نهائي النسخة الماضية. حافظ النادي على المدرب البرتغالي جايمي باتشيكو الذي سيرتكز على مجموعة من اللاعبين المميزين لا سيما الحارس محمد أبو جبل، الى خط الدفاع القوي بقيادة حازم امام ومحمود حمدي الونش، فضلا عن التونسي فرجاني ساسي والجناح المغربي أشرف بن شرقي ومروان حمدي ويوسف إبراهيم "أوباما". وكان هداف الفريق مصطفى محمد قد انتقل للاحتراف مع غلطة سراي التركي. من ناحيته، فإن المولودية يعاني من عدم استقرار فني، إذ إن المباراة ستكون الأولى للفريق بإشراف مدربه الجديد عبد القادر عمراني الذي حل بدلا من نبيل نغيز اثر فسخ عقده بالتراضي. قال العمراني في تصريحات إذاعية "تشكل المواجهة ضد الزمالك تحديا قويا لفريقي، الذي أشرفت على تدريبه في حصتين فقط، وينبغي علينا أن نكون جاهزين وعلى درجة عالية من التركيز". تابع "الزمالك فريق قوي جدا وهو متصدر الدوري المصري، وسنضع خططنا الفنية بعد دراسة مكامن قوته وضعفه". وسيفتقد الفريق الجزائري إلى لاعب الوسط الدولي السابق عبد المؤمن جابو بسبب المرض، والمهاجم مهدي بن علجية للإصابة، إلا أنه يمتلك لاعبين يمتازون بالخبرة القارية على غرار المهاجم بلال بن ساحة. وسيكون ملعب رادس السبت مسرحا للقاء الترجي وضيفه تونغيث. وكان الفريق السنغالي قد فج ر مفاجأة من العيار الثقيل بإطاحته الرجاء البيضاوي المغربي من دور ال32. ويتطلع فريق "باب سويقة" الذي توج بأربعة ألقاب بينهما اثنان تواليا في 2018 و2019، الى استعادة توازنه القاري والسعي نحو اللقب الخامس في تاريخه، إذ توج بطلا للشتاء قبل أيام بفارق خمس نقاط امام النجم الساحلي. ودع م المدير الفني للترجي معين الشعباني فريقه في فترة الانتقالات الأخيرة، ما يظهر حجم الاهتمام الذي يوليه للمسابقة القارية فضلا عن اللقب المحلي، حيث استعاد خدمات نجمه الدولي أنيس البدري بعد تجربة متواضعة مع اتحاد جدة السعودي، وضم المهاجم العاجي ويليام توجي بالإعارة من مالين البلجيكي، والغاني عبدول خالد باسط من نادي إف كيه المقدوني. وانضم اللاعبون الجدد الى الحارس الدولي المعز بن شريفية، والمدافع المخضرم خليل شمام والجزائري عبد القادر بدران وحمدي النقاز وفي الوسط العاجي فوسيني كوليبالي ومحمد علي بن رمضان. ويأمل بطل كأس السنغال ألا يكون لقمة سائغة أمام الفرق العربية الثلاثة، إذ أنه سيحاول ترك بصمة في البطولة التي يخوضها لأول مرة في تاريخه الحديث إذ تأسس عام 2010. وينتقل الهلال السوداني الى بريتوريا لمواجهة مضيفه ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي بطل 2016 على أرض ملعب لوفتوس فيرسفيلد السبت. وتوجست بعثة النادي السوداني من انتشار السلاسة المتحورة لفيروس كورونا في جنوب أفريقيا، حيث كانت المباراة مهددة بالتأجيل. وأكد الهلال جاهزيته للمواجهة، بقيادة المدرب الصربي زوران مانولوفيتش مدرب الوداد السابق، حيث سيعو ل على مجموعة من الدوليين أبرزهم المدافع فارس عبدالله والمهاجم وليد بخيت والعاجي محمد واتارا والكونغولي الديموقراطي فيني كومبي. ويسعى ماميلودي الى الوصول مجددا الى منصة التتويج، برغم تخليه عن مدربه التاريخي بيتسو موسيماني المنتقل لتدريب الأهلي الصيف الماضي، إذ سيقوده الاسباني خوسيه رامون والذي حافظ على غالبية العناصر المتوجة بالدوري المحلي في النسخ الثلاث الأخيرة، لا سيما المهاجم الأوروغواياني غاستون سيرينو ومواطنه ماوريسيو أفونسو الى المدافع البرازيلي ريكاردو ناسيمنتو. ويشد شباب بلوزداد بطل الجزائر الرحال الى لوبومباشي حيث معقل تي بي مازيمبي الكونغولي الديموقراطي المتوج بطلا للمسابقة خمس مرات آخرها عام 2015. وسيفتقد المدرب الفرنسي فرانك دوما عددا من اللاعبين البارزين خلال المهمة الصعبة، أبرزهم لاعبي الوسط زكريا دراوي والحسين سالمي والعربي ثابتي بسبب الإصابة، ويراهن المدرب على القائد أمير سعيود والبلجيكي مايكي نغومبو. أما مازيمبي، فسيكون بقيادة المدرب الصربي دراغان تسفيتكوفيتش ويمتلك تشكيلة من أبرز لاعبي الكونغو الدوليين لا سيما المدافع ايساما مبيكو والمهاجم جويل بيا.