أشادت الجالية اليهودية في بنما بالدور الريادي للمغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، في تعزيز السلام ، مثمنة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل والتي تكرس التعايش والتقارب بين الحضارات والثقافات والديانات. وقال مدير المؤتمر اليهودي العالمي في بنما ، غابرييل كوهين هنريكيز، "المغرب مشرق الأنوار ، كما تصفه بشكل بديع كلمات النشيد الوطني. لقد كان المغرب منذ الأزل منارة لشعوب المغرب الكبير ، وبهذا الاتفاق التاريخي ، المغاربة هم مصدر إلهام للعالم". وأعرب السيد هنريكيز في لقاء جمعه بسفيرة المغرب في بنما ، أمامة عواد ، عن امتنانه للقرار التاريخي باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل. وذكر بلاغ لسفارة المملكة في بنما ،أن السيد غابرييل كوهين هنريكيز نقل رسالة إلى سفيرة المغرب باسم المؤتمر اليهودي العالمي ، أشار فيها إلى أن "هذا الاتفاق هو مبعث أمل وتفاؤل لجميع شعوب العالم . ونحيي بحرارة المملكة المغربية على ريادتها". و في كلمة لها، أكدت سفيرة المغرب أن هذا القرار هو تتويج لمسار دبلوماسي طويل وثمرة لجهود عديدة في البحث عن السلام في ظل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، وتماشيا مع نهج المملكة المنتصر للحوار بين الأديان. وأضافت أن المغرب يتميز في العالم العربي والإسلامي بميزتين متفردتين تساعدان على إدراك كنه هذا القرار ووضعه في منظور تاريخي مزدوج: الأولى هي مؤسسة إمارة المؤمنين التي تجعل جلالة الملك ضامنا للسلم والوئام بين المؤمنين بالديانات السماوية الثلاث. وفي هذا الصدد ، أشارت السيدة عواد إلى حماية جلالة المغفور له الملك محمد الخامس لليهود المغاربة من التوجهات التمييزية لحكومة فيشي. أما الميزة الثانية ، تضيف السفيرة، فتتعلق بوجود اليهود في المغرب منذ فجر التاريخ وارتباطهم الفريد بأرضهم وجذورهم ، بغض النظر عن البلد الذي يقيمون فيه. وخلصت الدبلوماسية المغربية إلى أن "هذا الارتباط الوطيد بجذورهم المغربية ، والذي تتوارثه الأجيال ، هو في الواقع نتيجة للميزة الأولى التي تجعل المملكة أرضا استثنائية لاحترام الأديان ، وخاصة أبناء إبراهيم" ، مشيرة إلى أن هذا الأمر ينطبق على الجالية اليهودية في بنما التي يحتفظ أفرادها من أصل مغربي بصلات قوية مع بلد أسلافهم الذي يحجون إليه لإحياء ذكرى أوليائهم المدفونين في المملكة.