مع تنوع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، المطروحة في دول عدة حول العالم حاليا، يبرز تساؤل مهم: هل يمكن الخلط بين هذه الأنواع؟ وتشترك معظم اللقاحات التي تم تطويرها مؤخرا في أنها تؤخذ على جرعتين بينهما فاصل زمني، وتظهر فعاليتها بعد أيام من تناول الجرعة الثانية. وبعبارة أكثر بساطة، هل يمكن أن يحصل شخص ما على جرعة أولى من لقاح، ثم يحقن بعد انتهاء الفترة المقررة بجرعة ثانية من لقاح آخر لأي سبب كان؟ بات هذا السؤال شائعا في بريطانيا حاليا، مع الإعلان عن بدء توزيع لقاح “أوكسفورد-أسترازينيكا” المحلي الأسبوع المقبل، بعد أسابيع من طرح لقاح “فايزر-بيونتك” الأميركي، علما أن كليهما يتطلب تلقي جرعتين. ومع محدودية الدفعات الأولى من اللقاحات ووضع أولويات لمتلقيها، حيث يحصل عليها أولا كبار السن والعاملون في المجال الطبي، فمن الوارد أن يتلقى شخص ما جرعة أولى من لقاح، ثم يفاجأ بعدم توفر جرعة ثانية من اللقاح ذاته عند الموعد المحدد. ولم تقدم السلطات الصحية في بريطانيا إجابة شافية على مسألة “خلط اللقاحات”، وإنما أوصت بتجنب ذلك. وقالت رئيسة قسم التحصين في هيئة الصحة العامة ماري رامزي، خلال لقاء صحفي، إن “الخلط غير موصى به، لكن يمكن أن يحدث فقط في أضيق نطاق”. وتابعت ماري رامزي: “لا نوصي بخلط اللقاحات المضادة لكورونا. إذا كانت جرعتك الأولى هي لقاح فايزر بيونتك، فلا يجب أن تحصل على لقاح أوكسفورد أسترازينيكا لجرعتك الثانية، والعكس صحيح”. وقبل يومين، أصدرت الحكومة البريطانية توجيهات إلى المراكز الصحية، تقول فيها إنه “إذا عاد شخص تلقى جرعة أولى من لقاح، وكان نفس النوع غير متوفر للجرعة الثانية، فمن الممكن تقديم جرعة ثانية من لقاح آخر”. وأكدت ماري رامزي هذا الطرح، عندما أضافت : “قد تكون هناك حالات نادرة للغاية لا يتوفر فيها نفس اللقاح، أو لا يعرف فيها اللقاح الذي حصل منه المريض على الجرعة الأولى”. وأردفت: “يجب بذل كل جهد لمنحهم نفس اللقاح، لكن إذا لم يكن ذلك ممكنا فمن الأفضل إعطاء جرعة ثانية من لقاح آخر بدلا من عدم الحصول على الجرعة على الإطلاق”.