ذكرت مجلة جون أفريك، الصادرة بفرنسا، أن الجزائر جندت لوبيات قصد التشويش على القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، وضخت ملايين الدولارات في حسابات جماعات الضغط للقيام بهذه المهمة. وأوضحت المجلة في مقال تحت عنوان "الهجوم المضاد لجماعات الضغط الجزائريةبواشنطن"، أن الدولة المغاربية الغنية بالنفط والغاز جددت عقدا للضغط بمبلغ 30 مليون دولار شهريا، وفوجيء زعيم اللوبي الجزائري ديفيد كين بقرار ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء حيث لم يكن متوقعا، وهو القرار الذي أزعج الجزائر، وذلك عبر الاعتراف بمغربية الصحراء وهو قرار سترافقه العديد من الاستثمارات في المغرب تصل إلأى ثلاث مليارات دولار. وأشارت المجلة إلى أن "اللوبي الأمريكي المتعاقد مع الجزائر ستكون أمامه مسؤولية تعزيز الدور الإقليمي للجزائر في العاصمة الأمريكية. وسيرتكز عمل ديفيد كين على جانبين رئيسيين: إقناع الأمريكيين بأهمية الجزائر في مجال الدفاع، وإحباط الضغط المغربي المؤثر في واشنطن. وفي هذا السياق انتظر كين بضعة أيام قبل الرد على اعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء المغربية". وظهرت معالم الأموال التي يلهفها هذا اللوبي من خلال مقال في الواشنطن بوست هاجم فيه كين ترامب، وهو الشيء نفسه الذي قام به حليفه مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي كتب بدوره مقالات طويلا في الفورين بوليسي. وحسب جون أفريك فإن بولتون أيد الأطروحة القديمة حول إجراء الاستفتاء وشارك في خطة جيمس بيكر حول إنشاء سلطة مؤقتة بالصحراء المغربية. وفي عمود نُشر في 11 ماي الماضي في صحيفة "واشنطن تايمز" أيضا، أشاد ديفيد كين بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون واصفا إصلاحاته ب "الشجاعة" وبأن لديه "الحس السليم". وهو أمر مضحك لأن الجميع يعرف أن تبون مجرد واجهة مدنية للنظام العسكري الديكتاتوري الذي يحكم الشعب الجزائري بالحديد والنار. وخلص التقرير إلى القول إنه من غير المرجح أن يتراجع جو بايدن عن القرار الذي اتخذه ترامب بشأن الصحراء المغربية، ما قد يضعف عمل مجموعات الضغط التي تراهن عليها الجزائر.