لم يصدر مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، أي إدانة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الصحراوية؛ وذلك خلافاً لما كانت تعول عليه جبهة البوليساريو الانفصالية وصوتها بمجلس الأمن جنوب إفريقيا، التي تتولى الرئاسة الدورية لشهر دجنبر. وبطلب من ألمانيا، عقد أعضاء مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة للتداول في تطورات ملف الصحراء المغربية بعد قرار الرئيس الأمريكي، بحضور بينتو كيتا مساعدة الأمين العام لشؤون إفريقيا، وكولين ستيوارت رئيس بعثة الأممالمتحدة في الصحراء (مينورسو). وعمد رئيس مجلس الأمن الدوري سفير جنوب إفريقيا لدى الأممالمتحدة، جيري ماتجيل، في مؤتمر صحافي بعد انتهاء الاجتماع المغلق، إلى التعليق على مجريات اللقاء بصفته مندوبا لجنوب إفريقيا وليس كرئيس لمجلس الأمن الدولي، إذ لم يتطرق إلى مداخلات أعضاء المجلس، بل تحدث عن موقف بلاده من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية من مقاربة انفصالية كما هي عادته دائماً. وقالت ألمانيا إن موقفها لحل نزاع الصحراء هو "بالطرق السلمية واتباع القواعد وتنفيذ قرارات الأممالمتحدة والقوانين الدولية ذات الصلة"؛ وعبر مندوبها بالأممالمتحدة عن قلقه من "جمود العملية السياسية والتصعيد الخطير في مسار النزاع"، وشدد على أن بلاده تدعم قيام بعثة المينورسو بمهامها. ودعت بلجيكا، في مداخلتها ضمن الاجتماع، المغرب وجبهة الانفصالية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، وقالت إن "الوضع النهائي للصحراء يتم تحديده من خلال العملية التي تقودها الأممالمتحدة، بما يتماشى مع القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي". وكانت جنوب إفريقيا، التي تنتهي ولايتها الدورية في مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري، تعول على انتزاع موقف من المجلس "يدين" التدخل المغربي في معبر الكركرات لتأمين الحركة المدنية والتجارية، و"يندد" بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفتح القنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، لكنها أصيبت بخيبة أمل بعد نهاية الاجتماع، ما دفع مندوبها إلى التعليق على تفاصيل الاجتماع بصفته الشخصية. وأرسلت الولاياتالمتحدةالأمريكية رسالة رسمية تبلغ أعضاء مجلس الأمن الدولي وأنطونيو غوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، بقرار ترامب الذي يعترف بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على صحرائها. وأكدت كيلي كرافت، الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة، أن الإعلان الصادر عن الرئيس ترامب يعترف بأن "مجموع إقليم الصحراء الغربية يشكل جزءا لا يتجزأ من تراب المملكة المغربية". وأوضحت كرافت، في هذه الرسالة التي سيتم تسجيلها في سجلات الأممالمتحدة كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن، أن الإعلان الأمريكي يؤكد أيضا أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو "الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع حول إقليم الصحراء.