مباشرة بعد قرار استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، وجّهت السلطة الفلسطينية تعليمات إلى جميع المسؤولين والقيادات بعدم الرد أو انتقاد قرار المملكة المغربية. ورفض دبلوماسي فلسطيني، اليوم الخميس، الرد على التصريحات المستفزة للقيادية الفلسطينية حنان عشراوي، والتي انتقدت فيها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ودافعت عن وجهة نظر انفصاليي "البوليساريو". وقال الدبلوماسي الفلسطيني، في تصريح صحفي، رداً على تصريحات عشراوي، إن موقف هذه الأخيرة "يتعارض مع الموقف الفلسطيني الرسمي من نزاع الصحراء؛ بدليل عدم تناقله على أي مصدر فلسطيني، لا من السلطة أو من المعارضة، بما في ذلك موقع منظمة التحرير الفلسطينية". وأضاف ذات المصدر أن "السلطة الفلسطينية هي المخولة لها فقط الرد على تصريحات عشراوي بعد صدور قرار يمنعنا من التعليق على إعادة العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وإسرائيل". ويأتي قرار عدم تعليق السلطة الفلسطينية رسمياً على العلاقات المغربية الإسرائيلية بعد الاتصال الهاتفي لجلالة الملك محمد السادس مع محمود عباس أبو مازن، وتفادياً لنشوب أي توتر بين المغرب وفلسطين؛ لكن تصريحات عشراوي تجاوزت كل الحدود، على الرغم من تأكيد جلالته أن المملكة تضع القضية الفلسطينية في مرتبة الصحراء المغربية، أي أنها بمثابة قضية وطنية بالنسبة للمغاربة. يشار أنه بعد مرور أسبوع من إعلان المغرب وإسرائيل عن استئناف العلاقات بينهما، لم تعلق السلطة الفلسطينية على الاتفاقية. وقال نبيل عمرو الوزير السابق في السلطة الفلسطينية، إنّ "السلطة الفلسطينية في حيرة من أمرها. لا يمكنها قول كل ما قالته في السابق بشأن التطبيع. عليهم الحفاظ على علاقاتهم مع المغرب. إنّ الموقف الرسمي الفلسطيني في الوقت الحالي هو الصمت". وتتواصل موجة التنديد والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب بشأن تصريحات عشراوي، التي قالت فيها إن "جميع دول العالم والأممالمتحدة لا تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء"، مضيفة في مقابلة مع شبكة "الديمقراطية الآن" أن "إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب حول الصحراء انتهاك لقرارات الأممالمتحدة..." وشبهت القيادية الفلسطينية ما يجري في الصحراء بما يجري في فلسطين، في خرجة اعلامية غير موفقة تنم عن جهل وشعبوية الغرض منها ابتزاز المغرب... وليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها تصريحات فلسطينية سخط المغاربة؛ حيث خرج السفير الفلسطيني بالجزائر، في خضم معركة المغرب بعد تحرير معبر الكركرات، بتصريحات صادمة اعتبر فيها أن "فلسطين ترافع لصالح أن تحل القضية في إطار الأممالمتحدة، من خلال تسريع إجراء استفتاء يقرر من خلاله" ما سماه ب "الشعب الصحراوي" مصيره، وهو ما يتناقض مع المواقف الرسمية الفلسطينية التي ردت على السفير وعبرت عن وقوفها إلى جانب المغرب ووحدته الترابية. يشار أن المغرب، بعد دخول النزاع المفتعل حول الصحراء مراحل حاسمة، لم يعد يقبل تلك المواقف التي تمسك بالعصا من الوسط أو تقف على الحياد وتنهل من مصطلحات الأممالمتحدة، من قبيل "حل عادل ودائم لتقرير المصير"، كما عبر عن ذلك وزير الخارجية ناصر بوريطة في العديد من التصريحات الصحفية مؤخرا، حيث انه بعد مرور أزيد من 40 سنة دون أن تنجح مقاربة الأممالمتحدة في إيجاد مخرج لهذا الصراع الإقليمي، بدأت المملكة تنهج سياسة دبلوماسية القنصليات بالأقاليم الجنوبية، لفرض الأمر الواقع وتجسيد مغربية الصحراء على أرض الميدان بموازاة ما يتم من مشاريع تنموية وبنيات تحتية باقاليمنا الجنوبية لأن الممملكة لا يمكنها ان تنتظر قرار الاممالمتحدة لتنزيل ورش الجهوية المتقدمة كمدخل لتحقيق النموذج التنموي المأمول وإرساء أسس الحكم الذاتي بالصحراء المغربية...