كشف أطباء وخبراء في مجال اللقاحات عن أبرز الآثار الجانبية المحتملة للقاحات التي رخصتها بعض الدول ويتم تناولها في العالم حاليا لمواجهة فيروس “كورونا” المستجد. وأوضح الخبراء أن البيانات التفصيلية للقاحات إلى جانب التجارب السريرية على آلاف المتطوعين، أثبتت وجود بعض الآثار الجانبية، من بينها حدوث تورمات وشعور بالإرهاق وتصلب، فضلا عن بعض الأعراض التي وصفت بالخطيرة. وحول لقاح “فايزر/بيونتيك”، فقد نشرت مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف مديسين” بيانات التجارب على اللقاح، حيث أظهرت التجربة السريرية التي شملت نحو 40 ألف متطوع أن هذا اللقاح يسبب آثاراً جانبية كلاسيكية، غالباً ما تكون مؤلمة ولكنها لا تطرح مخاطر على المرضى. وأبانت المجلة، وفقا ل”وكالة الأنباء الفرنسية” أن 80% ممن تلقوا اللقاح شعروا بألم حول موقع الحقن، وشعر العديد منهم بالإرهاق وبالصداع والتصلب، كما عانى البعض من تورم مؤقت في العقد. وأفاد الأطباء بأن التأثير الجانبي الوحيد الذي يحتمل أن يكون مقلقاً هو حدوث أربع حالات من شلل الوجه النصفي، وهو غالباً شلل مؤقت، لكن تكراره في 4 حالات من بين 18 ألف شخص تمت متابعتهم لمدة شهرين لا يختلف عن النسبة العامة المسجلة لهذا الشلل.
ولفتوا إلى وجود ثماني حالات من التهاب الزائدة الدودية لدى من أخذوا لقاحاً مقابل أربع حالات لدى مجموعة الدواء الوهمي التي حُقنت بمنتج محايد من أجل التمكن من إجراء مقارنة، لكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تعتقد أنها مجرد صدفة إحصائية، ولا علاقة لها باللقاح. وأوضحت “إيزابيل باران”، خبيرة اللقاحات في وكالة الأدوية الفرنسية، أنه “بالنظر إلى فوائد اللقاح وفاعليته بالنسبة للأشخاص المعرضين للإصابة بأعراض شديدة لكوفيد، من المقبول تمامًا الحصول على لقاح يتفاعل بقوة مع الجسم إذا كانت آثاره الضارة غير خطيرة”. أما لقاح “أسترازينيكا/أكسفورد”، فقد أكدت مجلة ذا لانسيت الطبية أن التجارب السريرية شملت 23 ألف متطوع، وأن الآثار الجانبية ما زالت نادرة، لكنّ مريضا واحدا فقط أصيب بالتهاب النخاع المستعرض (وهو مرض عصبي نادر)، الأمر الذي أدى إلى وقف التجربة مؤقتاً في أوائل سبتمبر الماضي.