يعقد الفلاحون المغاربة آمالهم بأن تجود السماء بالأمطار في الأيام المقبلة، إذ أن تأخر نزول التساقطات المطرية أصبح يشكل لهم مصدر قلق ويؤجج مخاوفهم من استمرار شبح الجفاف للسنة الثالثة على التوالي مما سينعكس على الانتاج من محاصيل الحبوب والقمح. خالد بنسليمان، ممثل الفيدرالية البيمهنية للبذور بمنطقة الرماني، يرى أنه "في حالة استمرار شح الأمطار في الأشهر المقبلة فإنه يتوقع أن يكون المحصول الفلاحي من الحبوب لهذه السنة جد ضعيف". وأضاف بنسليمان، في تصريح هاتفي لموقع القناة الثانية، أن "أزمة كورونا أدخلت قطاع الفلاحة في أزمة وتعمقت أكثر حينما أصبح مشكل التمويل والحصول على القروض مطروحا لدى العديد من الفلاحين"، معتبرا أن "الفلاحين المغاربة يعيشون في أزمة خانقة، وليست لديهم الموارد المالية الكافية لشراء البذور، والتي بدورها عرفت ارتفاعا في أثمنتها بسبب الظرفية الحالية". وحذر بنسليمان، بقوله: إن "استمرار تضرر الفلاحين يشكل "خطرا" على الأمن الغذائي للمواطنين، فالفلاحون الذين ليس لديهم تمويل لشراء البذور المختارة والأسمدة لكي يزرعوا أراضيهم فإن ذلك سيتسبب لهم في أزمة". من جانبه، اعتبر محمد ابراهيمي، فلاح في الحبوب والقطاني بمنطقة برشيد، أن الفلاحين باشروا عملية تقليب الأرض وزرعها بالأسمدة للمساعدة على تقوية الجذور ونمو النبتة، مبرزا أن الحرث تأخر هذه السنة لأن غالبية الفلاحين كانوا يترقبون الأمطار. وأضاف ابراهيمي، في تصريح هاتفي لموقع القناة الثانية، أن أثمنة البذور والأسمدة المستعملة في الشعير والقمح تعرف زيادة بارزة هذه السنة، وزاد قائلا: "نحن لدينا خسارة كبيرة في القطاع ولا نزال مستمرين في الفلاحة".