أكد سفير المغرب لدى البيرو، أمين الشودري، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس وضع إفريقيا في صلب الأولويات الاستراتيجية للسياسة الخارجية للرباط، مبرزا الجهود التي تبذلها المملكة من أجل تحقيق التنمية بالقارة. وقال السيد الشودري، في مقابلة مع يومية "إكسبريسو" البيروفية بمناسبة الاحتفال بيوم الصداقة الإفريقية البيروفية، إن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس جعل إفريقيا ضمن الأولويات الاستراتيجية للسياسة الخارجية للمغرب"، مشيرا إلى أن المملكة هي اليوم شريك اقتصادي استراتيجي مهم لمعظم البلدان الإفريقية. وأضاف أن السياسة الإفريقية للرباط تقوم على مقاربة تتمثل في ترجمة التزام المغرب تجاه إفريقيا إلى مبادرات ملموسة والتصدي لمختلف التحديات التي تواجه العديد من بلدان القارة، لافتا إلى أن الزيارات التي قام بها جلالة الملك إلى العديد من الدول الإفريقية تعكس هذا الالتزام الصادق الذي يشمل جميع مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والروحية والأمنية. وذكر الدبلوماسي المغربي، في هذا الصدد، بارتفاع حجم الاستثمارات المغربية المباشرة في البلدان الإفريقية، لاسيما في قطاعات البنوك والتأمين والاتصالات والطاقة والفلاحة والإسكان، مسجلا أن المغرب يمثل مصدرا للإلهام بالنسبة لبلدان القارة في مجال نشر وتعزيز قيم الإسلام المعتدل ومخاطبا مفضلا على مستوى التعاون الثلاثي بفضل تجاربه وخبراته التي راكمها في هذا المجال. ولفت الشودري إلى أن المغرب يعمل أيضا على تعزيز التكامل الإقليمي كأداة فعالة لتعزيز القدرة التنافسية واستغلال أوجه التكامل والموارد التي تزخر بها كل منطقة بالقارة، مؤكدا على أن المملكة تحدوها رغبة قوية في مواصلة تعزيز علاقاتها السياسية وإرساء شراكات متنوعة ومثمرة مع البلدان الإفريقية. وذكر ببعض المشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب لفائدة القارة وفي مقدمتها وحدات إنتاج الأسمدة لتحسين الإنتاجية الزراعية وضمان الأمن الغذائي للسكان الأفارقة، كما سلط الضوء على إحداث المرصد الإفريقي للهجرة بالرباط باقتراح من جلالة الملك بصفته رائدا للاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة. وأبرز سفير المملكة بليما، في هذا الصدد، معالم السياسة التي اعتمدها المغرب في مجال الهجرة واللجوء، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بسياسة تروم تحسين ظروف إقامة المهاجرين من خلال مقاربة إنسانية ومسؤولة تحترم حقوقهم. وفي السياق ذاته، أكد أن المملكة تحرص، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، على حماية الدول الإفريقية من الآثار الوخيمة للتغير المناخي، مذكرا بتنظيم قمة العمل الإفريقية التي انعقدت على هامش مؤتمر "كوب 22" بمراكش في سنة 2016 والتي حددت أولويات العمل المناخي بإفريقيا وإحداث لجان بهذا الشأن. من جهة أخرى، أكد الشودري أن إفريقيا وأمريكا الجنوبية مدعوتان لإعطاء بعد جديد لعلاقاتهما الدبلوماسية والاقتصادية، مسلطا الضوء على الإمكانات البشرية والطبيعية الكبيرة التي تزخر بها القارتان. وقال، في هذا الصدد، إن "إفريقيا وأمريكا الجنوبية مدعوتان لإعطاء بعد جديد لعلاقاتهما الدبلوماسية والاقتصادية"، لافتا إلى أن "الإمكانات والموارد البشرية والطبيعية الهائلة بالقارتين لا تنعكس في جحم المبادلات التجارية" بين الجانبين. ودعا الدبلوماسي المغربي إلى استغلال هذه "الإمكانات لتعزيز العلاقات بين الجانبين، لاسيما في ظل السياق الحالي"، وإطلاق مبادرات ومشاريع من شأنها تعزيز التقارب بين إفريقيا وأمريكا الجنوبية، مذكرا بتأسيس المنتدى البرلماني إفريقيا-أمريكا اللاتينية "أفرولاك" في نونبر 2019 بالرباط، وهو آلية للترافع وإسماع صوت شعوب أمريكا اللاتينية وإفريقيا بشأن قضايا السلم والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والعدالة المناخية والحكامة الديمقراطية العالمية وسيادة القانون وحقوق الإنسان.